الصحافة الالكترونية المحلية تزدهر وتنافس

mainThumb

21-01-2008 12:00 AM

دخلت الصحافة الإلكترونية على المشهد الاعلامي في الاردن والمنافسة تسخن، وثمّة مواقع جديدة ظهرت وأخرى ستبدأ خلال فترة وجيزة لتضاف الى مواقع مثل عمّون وسرايا ومرايا ورم والسوسنة ودنيا، والبلقا.نت، وعمّان.نت (التي أصبحت "البلد")، والأخيرة بدأت كأول اذاعة الكترونية، هذا اضافة الى مواقع الصحف الأسبوعية مثل شيحان والحقيقة الدولية والنسخ الالكترونية للصحف اليومية.

اذا كانت الصحافة اليومية تمتاز على الأسبوعية بتقديم الخبر الطازج يوميا فهي تعاني الآن مع صحافة إلكترونية تقدم الخبر طازجا كل ساعة. ولدى الصحف طبعا نسختها الإلكترونية لكنها تواجه تحدّيا آخر فهي تنفق مبالغ طائلة على جهاز تحرير واسع ومندوبين صحافيين وتضع في منتصف الليل النسخة الالكترونية فتنقل عنها المواقع الالكترونية ما شاءت من أنباء لليوم التالي، ثم تتقدم عليها بتقديم ما هو جديد كل ساعة طوال النهار التالي.

وبعد قليل ستضطر الصحافة اليومية الى عدم الاكتفاء بعرض نسختها الالكترونية ثابتة طوال اليوم بل تحديثها أول بأول خلال ساعات النهار، وهي بدأت بعرض شريط اخباري يقدم آخر الأخبار لكن هناك اشكالية للصحيفة في التوسع بهذا الاتجاه، فهي تحرق على موقعها الالكتروني مادتها التي ستظهر على الصحيفة في اليوم التالي، وهذه قضيّة مطروحة على بساط البحث، ولا يمكن تجاهلها طويلا.

في المكتب أعود بين الفينة والأخرى لتقليب بعض المواقع، وقد أصبح أي متصفح يتوقع رؤية أي خبر جديد في ساعته ابتداء من التصريحات الحكومية وانتهاء بحوادث السير (ونتحدث طبعا عن الخبر المحلي فالدولي يستقيه القارئ من مصادره مباشرة) وبعض المواقع باتت تشكل بحق نوعا من الصحافة المجتمعية، وتجمع ما يشبه غرف الدردشة على الانترنت من خلال التعليقات على الأخبار والمقالات والتعليقات على التعليقات التي تتواتر طوال النهار.

وإطلاق موقع لا يحتاج لأكثر من صحافي وكومبيوتر محمول، وأن يجد متعاونين من القرّاء والصحافيين والمسؤولين، لكن المواقع المنافسة الجديدة تريد أن تبدأ قوية، فقد زرت أول من أمس للتهنئة موقع البلقا.نت (albalqa.net) ليس على الشبكة، بل على الأرض بعد أن علمت انهم استأجروا في الطابق الخامس فوق مكتبي حيث وجدت موظفين وتجهيزات جيدة. ومن المؤكد أن المنافسة لا تسمح بأن تبقى الصحيفة الالكترونية عملا فرديا يدار من أي مكان، وبعد قليل فإن الهوى الشخصي والانتقائية ونقص المهنية سيدفع بمواقع كهذه الى مؤخرة السباق.

في البدايات كنّا نلاحظ ضعفا شديدا في هذه المواقع، حيث تبقى المواد القديمة على حالها وتظهر أبواب في القائمة لا ينزل عليها شيء، ولا جديد طوال النهار سوى خبر أو خبرين، بسبب عدم وجود كادر متفرغ للعمل. لكن المواقع بدأت بتحديث نفسها وتطوير واجهاتها وزيادة الموادّ والصور، بل وإضافة مشاهد الفيديو، وهناك تفاوت بالطبع في النكهة والمستوى المهني والترفع عن السوقية التي عرفناها في بعض الصحافة الأسبوعية.

يعود السؤال عن تأثير هذه السوق الصاعدة على الصحافة اليومية المطبوعة! وقد بات ضروريا شمول هذه المواقع بالاستطلاعات والإحصاءات التي تقيس وزن وسائل الاعلام الأردنية المختلفة في السوق. من المؤكد أن هذا الاعلام سيصبح منافسا قويا للصحافة اليومية، لكن الى مدى معين، ذلك أن الصحافة اليومية بإمكاناتها الأضخم كثيرا ستتجه هي نفسها للتركيز على مسارها الالكتروني، بحيث تنتفي أية ميزة لهذه المواقع بإمكاناتها المتواضعة. مع ذلك سيبقى للإبداع حصّته.

jamil.nimri@alghad.jo



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد