العقل لا العاطفة في مواجهة التحديات

mainThumb

09-02-2008 12:00 AM

يمر وطننا بأوقات دقيقة تستدعي العمل بروح الفريق للخروج بأفكار محددة من شأنها تقديم الحلول لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجهنا.

أما المواقف المتسرعة أو المبادرات غير المحسوبة فانها لن تفيدنا بشيء ، مع أنها قد تعود على أصحابها ببعض الشعبية.

وقد صدر أمس موقفان من بعض القوى الشعبية لم يقدما حلولا مقنعة للمشاكل التي نعاني منها ، رغم أنهما حاولا ـ على الأقل ـ فعل شيء بدلا من السلبية المطلقة التي هيمنت على مؤسسات أخرى كثيرة.

فقد قرر بعض اعضاء مجلس النواب القيام بجولة في بعض الدول الخليجية لطلب دعم تلك الدول للاردن لتمكينه من مواجهة الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها ، كما أصدر مجلس النقابات المهنية بيانا أبيض لم يتضمن سوى العنوان احتجاجا على زيادة الاسعار ، وكأن المجلس يقول ان الكلمات تقف عاجزة عن التعبير عما يجول في النفوس في مثل هذه الاحوال،

وأعتقد أن كلا الموقفين ، رغم انطلاقهما من نوايا حسنة لا يقدمان رؤى عملية يمكن الافادة منها في معالجة الاختلالات التي يعاني منها وضعنا الاقتصادي ، ولا يطرحان بديلا يمكن اعتماده لتحسين ما نحن فيه من ظروف وأحوال.

ان الأمل كبير في أن يعيد السادة النواب النظر في قرارهم بالتوجه الى دول الخليج طلبا للدعم.. فسيكون الأمر صعبا علينا جميعا اذا ما عاد هذا الوفد خالي الوفاض ، ثم من قال أن التنسيق الاردني مع دول الخليج غير قائم وأنه يحتاج في هذه المرحلة الى جهد شعبي؟،

كما تشير المعلومات المتوفرة الى أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي الشقيقة تقوم بجهود مشكورة في دعم الاقتصاد الاردني ، وأحسب انه من الاكرم لنا جميعا اعادة النظر في زيارة هذا الوفد النيابي ، وترك الأمر لتقدير اخواننا في الخليج الذين لم يقصروا معنا أبدا ، فهم مطلعون على تطورات الأمور ونحن واياهم في غنى عن الاحراج الذي قد تسببه الزيارة.

أما موقف مجلس النقابات الذي عبر عن رفض الاجراءات الحكومية بأسلوب دراماتيكي ، فلم يكن موفقا ايضا.. فنحن أحوج ما نكون الان الى أفكار وبدائل وطروحات وليس الى بيانات خالية من أية مضامين.

واذا كان المجلس يريد أن يقول أن ما حدث أكبر من الكلمات ، فان هذا الوقت هو وقت الحوار وتبادل الاراء لا وقت تسجيل المواقف.

واذا كانت الحكومة قد اتخذت قرارها وحسمت أمرها بناء على معطيات واضحة ومقنعة بالنسبة لها على الأقل ، فان على المؤسسات الشعبية سواء أكانت مجالس نيابية أو احزابا أو نقابات ان تتمهل في اتخاذ مواقفها وأن تبتعد عن ردود الأفعال المسلوقة التي تعكس ارتباكا مقلقا.

لقد آن أوان الاعتماد على النفس وتعزيز ثقة المواطن في قدرته على مواجهة التحديات.. وسيبقى الرهان كبيرا على المؤسسات الشعبية والرسمية على حد سواء للخروج بأفكار عملية من شأنها تعزيز خيارات الاكتفاء الذاتي والحد من الاستهلاك وتطوير استثمار امكاناتنا الوطنية. أما الرهان على الآخرين أو استجداء العواطف فانهما لن يغيرا من الأمر شيئا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد