التعرية تطال النوايا

mainThumb

04-02-2008 12:00 AM

من منا لا ينتفض غضبا إذا عمد احدهم إلى فتح هاتفه أو جهاز الكمبيوتر الخاص به ؟

ومن منا يقبل ان يظهر عاريا أمام الجميع دون أية فواصل تشعره انه يملك من نفسه ما لا يملكه غيره؟ من منا يستطيع المضي في حياة لا تحترم موضوع الخصوصية ولا تهيئ السبل للحفاظ عليها ؟

الخصوصية أو السرية مفهوم مرن يختلف باختلاف أمور عده تبدأ بالعقيدة وتنتهي بالقناعات الفردية ، بالرغم من ذلك فإنها تبقى قيد الوجود ولا يمكن نفيها أو حذفها مهما صغرت مساحتها . واحترامها يعتبر فرض أساسي لابد من وجوده لاستمرار العلاقات بين البشر على اختلافهم، فهي تعتبر ملك خاص لا يجوز لأحد تجاوزها أو تخطيها أو حتى اعتبارها رجعية أو موروث تزمتي فهي إذ تلعب دورا مهما في تحديد العلاقات فإنها أيضا تخلق مساحة داخل النفس الإنسانية تنبثق عنها الثقة بالنفس واحترام والذات .

وقد تناول الرواة الأجانب هذا الموضوع لإيمانهم بضرورة احترام خصوصية الآخرين وعدم هتكها بمحاولة الاطلاع عليها نذكر منهم الروائي ميلان كونديرا الذي سلط الضوء عليه باستهجان بطلة رواية "الهوية" لاطلاع البعض على طفل يستمني بينما كان في أحشاء والدته.

كما أن البعض يرى أن التقاط صور لأناس يمارسون حياتهم من أجل جائزة أو شهرة ما،ما هو سوى استلاب للخصوصية كما حدث من نقاش بين بعض المثقفين حيث اعتبروا أن صورة "فتاة العلم والعمل" على الرغم من تعبيرها إلا أنها تعتبر استلاب لخصوصية الفتاة وخصوصا أن المصور أخذ هذه الصورة على علمه لرفض الفتاة !

وبالنظر إلى كل ما يدور الآن فلا بد لنا أن نلحظ أن خصوصياتنا تستلب منا أمام أعيننا تحت مسميات عدة بدأت ببرامج دخيلة حملتها إلينا شعوب تعاني من تقلص مساحات الخصوصية فيها حدا جعلها تبدو خاوية .

درجنا أدراجهم وعرينا أجسادنا كما فعلوا ووجدنا من يهتف لنا ويؤيدنا ويسير على دربنا .. الآن هناك ما هو أعمق ، إنهم يعرون أفكارنا ، ويسلبوننا عزة أنفسنا ، إذ يستدرجوننا للمشاركة ببرامج تهدف إلى الظهور للاستعطاف بكل الطرق الممكنة للفوز باستحقاق مبلغا من المال.

والطرق الممكنة تحتمل الكذب والالتفاف و... تعرية الخصوصيات، وأحيانا اختلاقها.

كل ذلك بجو تسوده روح المنافسة التامة !!

وأعجب كيف استطاعوا إيجاد المنافسة التامة على الرغم من أن علماء الاقتصاد ذاتهم أكدوا أنها حالة نظرية لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع.

وبعد ...

ماذا سيقي لكم بعد أن تتعرى حتى النوايا ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد