فتوى المدبر

mainThumb

02-02-2008 12:00 AM

أخيرا فتح باب الاجتهاد لدى اخوة لنا في حزب العمل، لكن الفتوى ليست للتجديد الذي يحتاجه الحزب، بل في شأن آخر، ومنذ لحظة اطلاق الفتوى الاولى لم يكتب لصاحبها غير أجر واحد، أجر يكاد يشبه التوبيخ، فالفتوى فيها عبث وضيق أفق وفوق ذلك جهالة، اذ كان موضوع الفتوى العابثة هذه المرة يتصل في أمر الشهيد والشهادة، فشهداء عمان - لدى صاحبنا - ليسوا كشهداء غزة.

فكيف ترسم هذه الفتوى المريضة خطا بين دم نزّ بالأمس هنا ودم ينز - ولا يزال - هناك، أليس رب هؤلاء هو رب اولئك؟! أم ان لدى مقترف الفتوى اكثر من جنة واكثر من قبلة؟ بقيت متفاجئا من أمر الفتوى حتى عرفت من أمر المفتي، اذ كان على بوابة فاطمة في الجنوب اللبناني حين أصابته رصاصة، البعض قال عنه بطل لكن الطبيب الذي عالجه قال ان الاصابة كانت في الظهر بالقرب من الإلية، بمعنى ان لحظة اطلاق الرصاص كان صاحبنا مولياٍّ لدبره : وهنا ثار السؤال هل يستوي المقبلون والمدبرون؟ فالمدبر لا يحق له الحديث في شأن يتصل بالشهداء والمدبر يفترض فيه مواراة وجهه حين يكون الحديث عن البطولة والأبطال لا ان يصنف أقران النبيين، هذا حقيقي وذاك غير ذلك.

وحين ابتدع المدبر نظريته في التفريق بين الشهيد والشهيد: هذا حقيقي وذاك غير حقيقي، لم يدر ان في ذلك استيلاء على حقوق رب العزة في قبول الشهادة، وبعد ذلك ممارسة أبشع أنواع الايذاء لذكرى اناس فجعنا بموتهم غيلة.

لا تفريق بين الشهداء فكلهم عند الله سواء، فالعماني حين يستشهد لا يطلب منه قبل وروده الحوض شهادة من حزب او جماعة ولا يتوقف قبول شهادته على مدى التزامه الحزبي ولا يسأل أكان سقط في فندق بعمان بفعل ارهاب قاعدي او سقط في بيت بغزة بفعل ارهاب اسرائيلي.

لعلها فتنة وليست فتوى هذه التي اقترفها المدبر محاولا رسم خط فاصل بين دم كله يشهد ان لا اله الا الله ولعلها محاولة لكنها بالضرورة خائبة فالدم حين ينز سواء في عمان او في غزة فهو في المحصلة بعض دمنا المسفوح سواء بمجازر تقترفها القاعدة او بمجازر تقترفها اسرائيل، فالدم واحد والله واحد ولو كره المدبرون.

samizobaidi@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد