لبيك يا خميني

mainThumb

09-02-2008 12:00 AM

فشلت الزيارة التي قام بها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى لبنان يوم الجمعة الماضي في تحقيق أي تقدم نحو إنقاذ البلد من الأزمة السياسية التي باتت تقف على حافة التدهور إلى أزمات أمنية تهدد أمن البلد وتماسكه.

وذاك فشل كان هيأ له أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وحليفه ميشيل عون عشية وصول موسى إلى بيروت حين اشترطا لحل مشكلة الفراغ الرئاسي تلبية مطالب تنسف المبادرة العربية التي يتولى موسى مهمة إقناع أطراف الصراع تنفيذها.

لا مفاجآت أن مهمة موسى فشلت. المفاجأة هي في إصرار جامعة الدول العربية طرق الباب الخطأ لإنقاذ لبنان. فموسى يعرف، كما أبسط المتابعين للوضع اللبناني، أن قرار إغراق لبنان في الفوضى اتخذ خارج لبنان.

وما حزب الله وتابعوه إلا وكلاء لمرجعيات خارجية تصر على إبقاء لبنان ساحة لنفوذها وهيمنتها. الحل عند هذه المرجعيات وليس عند من لا يملك إلا التزام قراراتها إما ولاء عقائديا وإما ضرورة للبقاء. لذلك أخطأ موسى العنوان إذ توجه إلى بيروت لفكفكة المعضلة اللبنانية.

فأسباب الأزمة صنعت في دمشق وطهران. ونحوهما عليه أن يوجه جهوده إذا أراد أن يحول دون ضياع لبنان في غياهب أطماع السياسات الإيرانية والسورية وحساباتها.

فلا يجوز أن يظل التحرك العربي لإنقاذ لبنان أسير اعتبارات المجاملات السياسية والخوف من مواجهة الأسباب الحقيقية لتفاقم الأزمة. الوضع يتدهور بسرعة واحتمالات تفجر الصراع السياسي اقتتالا داخليا تتعاظم.

وتلك حال تستدعي موقفا عربيا صارما لحماية لبنان من التدخل السوري الإيراني الذي فرغ البلد من مؤسساته ووضعه على طريق الهاوية.

والنظام العربي قادر، رغم ضعفه، على وقف التمدد الإيراني عبر سورية وحزب الله إلى لبنان ومنه إلى باقي الدول العربية.

الخطوة الأولى يجب أن تكون رسالة واضحة إلى النظام السوري أن توقف عن إعاقة انتخاب رئيس للبنان واقبله دولة مستقلة ترتبط بسورية بعلاقات قائمة على التعاون لا الهيمنة.

وتملك الجامعة العربية أدوات ضغط إيجابية على سياسات سورية التي لا تستطيع أن تظل على مسار الشقاق مع عمقها العربي. فالقمة العربية مبرمجة أن تلتئم في دمشق الشهر القادم. انعقاد القمة يجب أن يرتبط بمدى تجاوب سورية مع المصلحة العربية, خصوصا في لبنان الذي لا يجوز أن يصير تابعا يدور في الفلك الإيراني الذي قدمته دمشق على الفضاء العربي.

على العرب أن يفعلوا كل ما باستطاعتهم لدفع سورية للعودة للعمل معهم ركنا رئيسا في مجموعة إقليمية تفترض مصالحها العليا تنسيقا وتعاونا لا يضحى بهما لهثا وراء مكاسب مرحلية تقدمها إيران تكتيكيا لإحالة سورية أداة في خدمة مطامعها.

لكن إن رفضت سورية العودة عن سياساتها السلبية، فعلى العرب عقد القمة في بيروت بدل دمشق رسالة مزدوجة إلى النظام السوري وطهران أن لبنان في حماية النظام العربي. وبإمكان العرب ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على طهران.

وأقل ما يمكن فعله هو اعتماد قرار في الجامعة العربية يدين التدخل الإيراني في لبنان ويوقف تدفق المال السياسي المستهدف شراء الولاء وتمويل التخريب.

فبديل التحرك العربي الحاسم هو ترك لبنان للفوضى وللتوسعية الإيرانية. وعندذاك لن تظل بيروت وحدها بين العواصم العربية ساحة لحشود شبابية تهتف "لبيك يا خميني".

safadi@alghad.jo



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد