الحرب اولها كلام

mainThumb

13-02-2008 12:00 AM

نستبعد تفاصيل الفتنة الكبرى كل طالع شمس وكأن الحسين استشهد البارحة، وكان قميص عثمان المبلل بدم لم يهبط عن رأس السنان بعد، فمن نحن يا ترى؟ ربما نحن امة ليست متصلة بالزمن، واذا اكتشفنا من قبيل الصدفة هذا البعد الرابع فإننا نلمس حركته بالمقلوب فنقول: المتقدمون كناية عن الاجداد، والمتأخرون كناية عن الاجيال اللاحقة فالتقدم في ثقافتنا التي علاها الصدأ دائما الى الوراء ومن يتسق مع حركة الزمن الواقعية يقال عنه انه من المتأخرين، هذا على المستوى الذهني الفلسفي وهو أمر ينعكس في السياسة والاجتماع والتخاطب وكل شيء.

قميص عثمان يتبدى في بيروت الغربية الآن ومقتل الحسين يتبدى في الضاحية، وصفين هذه المرة ليست بين طائفتين من المؤمنين اقتتلوا بما يستلزم الاصلاح بينهما بل تستتبع الاصطفاف مع هذا الطرف او ذاك، فلا مكان لمحايد في هذا الفضاء المشبع بلزوجة التخلف والتآمر.

الاشعري اقصد موسى وليس ابوه صاحب التحكيم يهيئ المسرح لجولة اخرى كانت توقفت في بداية التسعينات من القرن الفائت والمسرح هو ذاته اما جوقة اللاعبين فقد تبدلت الاسماء الأولى لها، حتى ان بعضها لا يزال يداعب السيجار بحركة تنم عن شوق لاصابع الديناميت وتفخيخ الحافلات.

الخميس المقبل موعد الشرارة الاولى في جولة خلع الخواتم هذا يبقى وذاك يخلع صاحبه وفي نهاية المطاف فالكل خاسرون حتى نحن معشر المشاهدين.

اصطنعت مجازر العراق لتعطى لونا طائفيا بين عائلة واحدة عاشت سبعة الاف عام تحت سقف العراق والان يجري اعادة استقراء للنجاحات الكبيرة في العراق لتغدو قابلة للتعميم في لبنان والأنكى اننا نمارس ذلك بدمنا نحن وبمستقبلنا نحن بما يؤبد حالة اللزوجة والتخلف اللذين نفترق بهما عن كل خلق الله اجمعين.

ارجو ان اصحو صباح الجمعة المقبل وقد حقنت دماء اللبنانيين فنحن لسنا بحاجة لاستعادة مفردات صفين.

أليس في هذه الامة عقلاء؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد