سياسيون مع وقف التنفيذ! .

mainThumb

12-02-2008 12:00 AM

وجه رئيس الوزراء الاسبق علي ابو الراغب نداء الى الناس بأن يخففوا عن السياسيين في قضايا الجاهات والاعراس والمناسبات الاجتماعية. ابو الراغب الذي كان يتحدث لصحيفة القدس العربي يجعلنا نفهم ان هذه الانشغالات تعيق السياسيين عن ان يكونوا سياسيين حقيقيين فاعلين ولهم حضور في الحياة السياسية والعامة.

لكن الحقيقة ان نسبة كبيرة من سياسيينا يفقدون لقب السياسي بمجرد خروجهم من مواقعهم، فهم يتحولون الى موظفين متقاعدين لهم مشاريعهم الاقتصادية ومجموعة اصدقاء وجلسات في المكاتب، اي يتحدثون عما يجري ويتداولون الاراء مع هؤلاء الاصدقاء، مثلهم مثل اي مواطن اردني يجلس في مقهى او سهرة على ابريق شاى او مجلس عزاء.

الكثير من السياسيين الاردنيين يعتقدون ان العمل السياسي هو الموقع، اي ان قرارات التعيين وكتب التكليف هي التي تجعل منهم سياسيين، لكن السياسي الحقيقي يستمر في الحياة السياسية، إما عبر عمل سياسي جماعي او تيار او حزب او صالون سياسي محترم، وليس مجلس غيبة ونميمة، ولهذا من يخرج منهم من موقعه لا يسمع به الناس الا اذا تم تعيينه في مجلس الاعيان، لكن حتى عضوية الاعيان ولمكانتها الدستورية كل الاحترام فإنها لا تعني عملا سياسيا، فالكثيرون يرونها للتكريم او لتوفير غطاء للاقتراب من صناعة القرار.

الكثير من السياسيين تنقذههم المناسبات الاجتماعية فتجعلهم يرون الناس، ولولا الجاهات والعطوات وبيوت العزاء والولائم لنسيهم الناس، ولو كانوا منهمكين بعمل سياسي ونشاط حزبي او حضور بين الناس بعمل اجتماعي او تنموي او مؤثرين حتى بنشاط جمعية خيرية او ناد رياضي، لو كان هذا موجوداً؛ لقلنا ان المناسبات الاجتماعية تلهيهم، لكن ما ان يخرجوا من مواقعهم حتى يتحولوا الى رجال تجارة وصناعة او يجلسوا بانتظار اعادة التعيين.

للإنصاف فإن بعضهم يبقى حاجزا من خلال اصراره على العمل البرلماني وخوض الانتخابات النيابية, فهذا اصرار على العمل السياسي. والبعض يبقى يحاول التواجد حزبيا. وللإنصاف فإنه يسجل لرئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي، مثابرته ومحاولاته المتجددة على البقاء في العمل الحزبي وتشكيل احزاب او تيار فضلا عن خوضه الانتخابات. اعلم ان للمجالي خصوما ومنتقدين ومتحفظين، لكنني اتحدث عن المثابرة والحرص على ممارسة العمل السياسي، حتى وان كانت بعض المحاولات لا تجد فرصا كاملة او حقيقية للنجاح.

السياسي ليس من يحمل لقبا لموقع سياسي، فالبعض جاء للمواقع بالصدفة او لاسباب غير سياسية. فالسياسي هو شخص حاضر وصاحب موقف وتأثير، سواء كان رئيس وزراء او وزيرا او عينا، ولهذا فليس كل من حمل موقعا رفيعا سياسيا يعتبر سياسيا، والبعض يعتقد ان دوره ان يسعى لموقع سياسي ثم يجلس في بيته ينتظر موقعا جديدا، والبعض يعتقد ان السياسة هي نفوذ يتم تسخيره لمصالح ما بعد التقاعد او الاقالة.

احدى مشكلات العمل السياسي والعام في الاردن غياب الرموز والقيادات والزعامات اصحاب الحضور والتأثير لدى الناس وصاحب القرار، وهذا كان لصالح زيادة مساحة الموظفين من مختلف المواقع والرتب والالقاب، ولهذا قد تكون المناسبات الاجتماعية والانشغال بها امر يستحق الناس الشكر عليه من السياسيين. فالألقاب اصبحت ضرورة للجاهات والعطوات لأنها لا تظهر في عمل سياسي حقيقي.

sameeh.almaitah@alghad.jo



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد