صحيفة السوسنة الأردنية

بين فترة وأخرى يزودني بعض الأصدقاء بأفكار يرون أنها تصلح لهذه الزاوية, وبعض هذه الأفكار "يركب معي" أحياناً فأستخدمه فعلاً مع الاحتفاظ بحقوق الملكية الفكرية التي تقتضي نسبة الفكرة الى صاحبها.

الصديق خالد كلالدة روى لي أمس ملاحظة تتعلق ببعض الآثار الجانبية لارتفاع سعر البيض, فقد لاحظ أن أحد المواطنين بعد أن اشترى عددا من البيضات وضعها في كيس شفاف تمييزاً لها عن سلع أخرى أقل شأناً اشتراها مع البيض, فقد كان لدى المشتري حرص على أن يظهر البيض أمام المشاهدين.

بالفعل فإن الارتفاع الاستثنائي في سعر البيض يقود الى تغيير في السلوك "البيضي" للناس أو على وجه الدقة في السلوك التسوقي المتعلق بالبيض.

الواقع أن البيض أصلاً ظل من السلع الرخيصة الثمن, وبسبب ذلك كان دخول الزوج الى بيته وهو يحمل "طبق بيض" دخولاً لا يعتد به في هذا المجال, ومن المفارقة أن هذه الوضعية الدونية لهذا المشهد لا تتناسب مع خصوصية طريقة حمل طبق البيض الذي يتطلب بسط راحة اليد كاملة الى الأمام بصورة أفقية أسفل الطبق بحيث يبدو حامله وكأنه يلاحق طبق البيض المندفع أمامه.

الوضع الآن تغير ليس فقط بسبب ارتفاع سعر البيض بل بسبب الميل الغريزي عند النساء الى تفضيل السلعة ذات السعر المرتفع, ومن المرجح أن الرجل الذي اعتاد في الماضي على العودة الى بيته بطبق بيض, سيتعرض هذه الأيام لحملة شعواء تحت شعار: "هل أنت من الزلم الذين يشترون البيض?".