الأحزاب .. وتسمية الأشياء بأسمائها

mainThumb

11-02-2008 12:00 AM

مرّ التحذير «الخطير» الذي أطلقه أحد الأمناء العامين للأحزاب أمس مرور الكرام ، مع أنه اشار ـ يا للهول ـ الى احتمال اختفاء الاحزاب الاردنية عن الساحة السياسية خلال شهرين،،

وقد تعامل محررو الصحف مع هذا التصريح «الساخن» بشكل يعكس هامشية العمل الحزبي في وجداننا الجمعي ، فنشروه في ذيل احدى الصفحات المحلية الداخلية ، ولسان حالهم يقول: وهل يغير في الأمر شيئا بقاء الاحزاب أو اختفاؤها؟ وما هو دور الاحزاب حاليا حتى نأسف على رحيلها بعد شهرين؟،

المهم في الأمر أن الأمين العام لهذا الحزب كان يشير الى أن قانون الاحزاب الجديد سيدخل حيز التنفيذ خلال شهرين ، ويبدو أن معظم الاحزاب قد فشلت في الاستجابة لاشتراطات القانون الجديد ، وعليه فانها ستغلق أبوابها وتعلن افلاسها وربما تبيع محتويات مكاتبها بالمزاد العلني،

وقد دل الاستقبال الفاتر لهذا التصريح «الخطير» على أن المواطن الاردني لا يعول كثيرا على الاحزاب القائمة ، وسيان لديه سواء بقيت أم اندثرت.. ولو أن التصريح المذكور أعلاه اطلق في بلد يشهد حضورا ملموسا للاحزاب لكان حديث الناس في كل مكان ولنشرته الصحف على صدر صفحاتها الأولى،،

والسؤال القديم ـ الجديد هو: كيف بامكاننا جعل الاحزاب جزءا أساسيا من المشهد السياسي في الاردن بحيث اذا ما قال أحدهم أن حزبا واحدا سيضطر لاغلاق أبوابه ، فان الجميع سيتوقف عند الأمر باعتباره حدثا زلزاليا؟،

ورغم أن الكثير من مسؤولي وأعضاء الاحزاب التي ستختفي عن المشهد قريبا قد ألقوا بالمسؤولية على قانون الاحزاب الجديد لأنه اشترط رفع عدد مؤسسي الحزب الى 500 بدلا من 50 ، فان المشكلة أعمق من ذلك بكثير ، بدليل أن المواطنين لم يكونوا يقفون بالدور للانضمام للاحزاب قبل صدور هذا القانون..

واذا كانت الاحزاب تبحث عن شماعة لتعليق فشلها عليها ، فلا بأس من القول أن القانون الجديد سارع في القضاء عليها ، أما اذا كانت تريد الخوض في عمق المشكلة وتحليل جذور المسألة ، فان عليها أن تعترف بأن أحد الأسباب الرئيسية لضعف الاحزاب في الاردن هو الخوف المزروع في قلوب الكثيرين من الدخول للاحزاب بالنظر الى التجارب السابقة. واذا ما أضفنا الى ذلك ضعف القيادات الحزبية التي تفتقر معظمها الى الألق والاشعاع العقائدي والكاريزما الشخصية فان المشكلة تصبح أكثر وضوحا. كما أن غياب البرامج المقنعة وتشابه البرامج القائمة مسؤولان ايضا عن عزوف الناس عن الانضمام للاحزاب..

ما لم يُسمً القائمون على الاحزاب الأشياء بأسمائها فاننا سنبقى ندور في حلقة مفرغة ، هذا اذا كان هدفنا هو علاج المشكلة من أساسها لا البحث عن أكباش فداء أو تقديم حلول آنية للبقاء في مواقع يعتقد البعض أنها تعود عليهم بالوجاهة أو الصدارة في المجتمع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد