بيوت الصفيح

mainThumb

09-02-2008 12:00 AM

عدد بيوت الصفيح ، لدينا ، مازال كبيرا ، وغير بيوت الصفيح ، هناك من يسكن الكهوف في بعض مناطق جنوب المملكة ، واذا سألت مسؤولا لماذا يسكن البعض الكهوف ، يجيبك ان هؤلاء يسكنون في الشتاء فقط ، ولديهم اغنام ، وهم معتادون على هذه النمطية.

في الاغوار ، والمفرق ، والبوادي ، ومختلف مناطق المملكة ، هناك اعداد كبيرة مازالت بيوتها من صفيح ، واذا كانت الدولة بنت مئات البيوت ونقلت عائلات من بيوت الصفيح الى بيوت عادية ، وهناك مشاريع مازالت تنفذ ، لنقل عائلات اخرى ، فما زالت هناك عائلات بأعداد كبيرة ، تسكن بيوت الصفيح ، بل انني رأيت عائلة في صويلح قدمت اساسا من جرش تسكن في غرفة على شكل كرافان ثابت وقد رجوت الام ، مرات ومرات ، ان انشر قصة العائلة فرفضت ، باعتبار ان النشر فضيحة واهانة لها ولعائلتها ، ولم تنكر يومها ان لها ابنا موظفا حكوميا ، راتبه لايكفيه مصروفا ، فكيف اذا ارادت ان تستأجر ، وهو الامر المستحيل لها ولبناتها واولادها ، وقد طرقت بابها ، خلال الثلجة الاخيرة ، وبكت الام بين يدي دموع ساخنات ، حين قالت..يا ابني ليس لنا غير الله ، وسقطت دموعها بحرارة بعد هذه الجملة التي تدفقت من قلبها ، وهذا الكرافان يقع في بستان في صويلح ، في العام 2008 ، من الالفية الثالثة.

انني ادعو المصارف والمؤسسات الكبرى والاثرياء الى اطلاق مبادرة لاسكان الاف العائلات الفقيرة والمحتاجة ، تلك التي تسكن في بيوت صفيح او كهوف او بيوت شعر مصفحة بالبلاستيك ، وفي عين الباشا عشرات البيوت من هذا القبيل ، واذا سألت مسؤولا ، ايضا ، قال لك ، انهم معتادون على هذه النمطية ، وانهم اما اصحاب اغنام ، او يعملون في مهن اخرى ، ولست ادري ما علاقة هذا الرد ، بجواز وجود مواطن يسكن بيتا من الصفيح ، في هذا الزمن ، اذ انه امر معيب جدا ، واذا كان هناك من يمارسون الاحتيال ، فيبنون بيتا من الصفيح خلال اسبوع ويجلبون بعض مسؤولي الجهات الرسمية للاطلاع على حالهم ، بهدف الحصول على بيت ، فمن السهل كشف محاولات النصب والاحتيال ، لكنني اتحدث هنا ، عمن يسكنون فعلا منذ سنوات طويلة مثل هذه البيوت ، وقد اتصل بي صديق من احدى محافظات جنوب المملكة ، محدثا اياي عن عائلات تسكن في مناطق بعيدة ووعرة في محافظته ، في كهوف ، خلال الشتاء ، وخلال الصيف ينطلقون ، الى الحياة المفتوحة.

علينا ان نحدد سقفا زمنيا ، من اجل ازالة اخر بيت صفيح في المملكة ، وان نحصر هذه الاعداد في كل المملكة ، وان لا نضع بينهم ، من هو يحتال للحصول على بيت ، وان نطلق خطة وطنية عامة ، بالشراكة مع القطاع الخاص ، لبناء منازل لهؤلاء ، قد لا تزيد كلفة الوحدة السكنية الواحدة ، عن عشرة الاف دينار ، بما يعادل ثمن عشر بذلات لوزير سابق ، اشتراها - طبعا - من توفيره وماله الخاص ومياوماته.

هناك جهد عظيم مبذول بتوجيه من جلالة الملك اثمر عن بناء الاف الوحدات السكنية ، لكننا نحث على توسعة المبادرة ، واطلاق مبادرة وطنية كبرى ، بشراكة مع القطاع الخاص ، من اجل ازالة كل بيوت الصفيح في المملكة ، ضمن حد وسقف زمني.

m.tair@addustour.com.jo



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد