تنسيق فني مع حماس لمواصلة الدور الانساني في غزة

mainThumb

09-02-2008 12:00 AM

الاردن رفض على الدوام ربط دوره الانساني بمواقفه السياسية..

رفض الاردن على الدوام ربط دوره الانساني بالموقف السياسي خاصة في القضايا المتعلقة بالدول العربية. إبان العدوان الاسرائيلي على لبنان صيف 2006 قبل الاردن بأن تحط الطائرات المتجهة الى بيروت في مطار الملكة علياء الدولي قبل ان تكمل رحلاتها. ورغم الانتقادات والاتهامات من اطراف لبنانية لموقف الاردن باعتباره استجابة لطلب اسرائيلي بتفتيش الطائرات كما قيل في حينه الا ان الحكومة الاردنية تحملت كل هذه الاعتراضات حرصا منها على كسر الحصار الجوي على لبنان وايصال المساعدات للاشقاء واقامة مستشفى ميداني في بيروت كان يستفيد من خدماته اوساط محسوبة على حزب الله والمعارضة اللبنانية.

نذكر بهذا الموقف فيما تلوح بالأفق بوادر ازمة بين الاردن وحركة حماس في غزة على خلفية المساعدات الانسانية التي يرسلها الى الاهل المحاصرين في القطاع. الازمة وقعت بعد استيلاء "تنفيذية" حماس على آخر قافلة مساعدات اردنية كان من المقرر ان تستلمها جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني لتوزيعها لاحقا على المواطنين في غزة في اطار برنامج متفق عليه تم بموجبه تسيير 235 قافلة الى غزة حسب ما صرح امين عام الهيئة الخيرية الهاشمية الدكتور عبدالسلام العبادي لوكالة الانباء الاردنية.

الاردن عبر عن استيائه واستهجانه من تصرف حركة حماس خاصة وانه يبذل جهودا مضنية مع الجانب الاسرائيلي كي يسمح للقوافل الاردنية بالدخول الى غزة التي يضرب الاحتلال حولها حصارا مشددا.

لدى حماس في المقابل رواية اخرى لما جرى. المتحدث باسم الحركة في غزة سامي ابو زهري وفي تصريحات ل¯ "العرب اليوم" اقر باستيلاء عناصر القوة التنفيذية على القافلة الاردنية لكنه نفى ان تكون المساعدات وزعت على جماعة الحركة واكد انها سلمت الى وكالة الغوث لتتولى توزيعها بشكل عادل على الجميع. وجاءت هذه الخطوة وفق ابو زهري بعد ان لاحظت الحكومة المقالة في غزة ان جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني لا تتوخى العدالة في التوزيع وتخص عائلات دون غيرها في المساعدات.

بين الاردن وحركة حماس قطيعة سياسية ولسنا بصدد مناقشة هذا الموضوع او مبررات استمرار القطيعة لكن في الموضوع الانساني ينبغي على الطرفين تحييد الخلافات السياسية جانبا والاستمرار في الصيغة التي تم بموجبها توزيع آلاف الاطنان من المساعدات الاردنية في غزة طوال الاشهر الماضية حتى لو تطلب الامر التنسيق مع القوة المسيطرة في غزة اي حركة حماس.

ربما كانت حركة حماس تريد من وراء هذه الخطوة تكرار ما حصل مع مصر في قضية الحدود حيث اضطرت مصر الى التنسيق مع الحركة باعتبارها القوة الوحيدة المسيطرة في غزة لتنظيم حركة المسافرين على المعابر.

الاردن غير ملزم بخطوات تنسيقية مع حركة حماس على الطريقة المصرية نظرا لاختلاف الحالة لكنه لا يستطيع ان يتجاهل وجود الحركة في غزة بصرف النظر عن موقفه السياسي من الانقلاب في القطاع. واذا كانت الحكومة مصممة على مواصلة دورها الانساني تجاه القطاع فما من سبب يدعو لعدم التنسيق مع جميع الاطراف في القطاع لضمان استمرار وصول المساعدات خاصة ان مؤسسات السلطة الوطنية التابعة للرئيس محمود عباس غير موجودة فعليا في القطاع.

في المقابل على حركة حماس ان تكف نهائيا عن استخدام المساعدات الانسانية الاردنية كوسيلة للضغط على الاردن سياسيا واجباره على التعامل معها لان قيادة حماس تعلم ان ذلك امر غير متاح في هذه المرحلة حتى لو ادى ذلك الى التوقف عن ارسال المساعدات.

الحل الممكن هو التوصل الى صيغة للتنسيق "الفني" مع حركة حماس تضمن وصول المساعدات الى جهات مستقلة في القطاع حتى لا يكون الشعب المحاصر في غزة ضحية للخلافات السياسية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد