قمة دمشق هل تنعقد وهل تنجح؟ .

mainThumb

27-02-2008 12:00 AM

مجرد انعقاد القمة العربية في موعدها السنوي هدف بحد ذاته وليس أدل على ذلك من تصور النتائج والتداعيات الكارثية على النظام العربي الهش في حالة الفشل في انعقادها لكن نجاح القمة لا يكتمل بمجرد الانعقاد، فالمطلوب ان تسفر القمة عن نتائج ايجابية ومواقف تجاه قضايا الساعة، وفي المقدمة لبنان والعراق وفلسطين.

هذه القمة تهم سوريا بشكل خاص، ليس فقط لانها البلد المضيف بل ايضا لانها تعني الخروج من العزلة، وان يكون لها ، كدولة مضيفة للقمة تأثير كبير في صياغة القرارات والبيان الختامي بما يلائم سياساتها ومواقفها التي لا تحظى باجماع عربي.

لكنها ليست قمة سورية بل قمة عربية، واذا كان فشلها يشكل ضربة موجعة للدبلوماسية السورية فانه يشكل ايضا ضربة موجعة للنظام العربي في مرحلة حساسة، حيث تتحرك في المنطقة قوى غير عربية : اميركا، ايران، اسرائيل، وتركيا.

يهمنا اذن ان تنعقد القمة على مستوى القيادات ، مما يتطلب تهيئة المناخ الذي يؤمن النجاح للقمة وتقع على كاهل سوريا مهمة تهيئة هذا المناخ، لانها موجودة كعنصر فاعل في معظم المناطق الساخنة : لبنان وحزب الله، غزة وحماس، العراق والمقاومة.

لا احد يطالب سوريا بما لا تطيقه، مثل فك ارتباطها الاستراتيجي بايران، او التخلي عن مصالحها وحلفائها في لبنان او العراق، ولكن هناك من يطالبها بالعمل على نجاح المبادرة العربية في لبنان والاسهام في اعادة حماس الى حظيرة الشرعية الفلسطينية.

تحت هذه الظروف يواجه الاردن وضعا شديد الحساسية، فهو في حالة تنسيق كامل مع السعودية ومصر والامارات ، دون ان يكون ذلك على حساب علاقته القوية مع سوريا ومصالحه الحيوية فيها ، والاردن لا يغيب عن اية قمة عربية ، ولكنه يهتم كثيرا بتوفير شروط نجاح هذه القمة.

من حسن الحظ ان الاطراف المعنية تدرك وضع الاردن الجغرافي والسياسي بينها، وتعلم سوريا ان علاقات الاردن مع السعودية ومصر اساسية وتشمل توحيد المواقف ، وتتفهم السعودية ومصر حرص الاردن على علاقة صحية مع سوريا بسبب المصالح المتبادلة الحيوية بين الجارين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد