خواطر مواطن

mainThumb

13-02-2008 12:00 AM

جن جنون السوق ، فطبق البيض يقترب من حدود الاربعة دنانير وكيلو الكوسا والفاصوليا والفول الاخضر بحدود الدينارين ، والتبرير سهل جدا ، فكل شيء يتم اتهام الصقيع او التصدير بكونه السبب ، وغدا حين يأتي الصيف سنتهم المغتربين والسياح ، بأنهم خلف هذا الانفلات في السوق.

وزير الصناعة والتجارة ، صرح قبل ايام ، ان وزارته سوف تتدخل اذا لم يتوقف التجار عن هذه المتواليات ، من رفع الاسعار ، ولست ادري ماذا ينتظر الوزير ، بعد كل هذه الارتفاعات التي مازالت في بدايتها ، والبلد امام رفع لاسعار الكهرباء والمياه ، وكل السلع والمنتجات ، واذا كان ارتفاع الاسعار ، يأتي احيانا بشكل طبيعي ، كون المنتج يريد تعويض الفروقات ، فانه في كثير من الاحيان ، يرفع السعر ، دون سبب واضح ، وسنشهد مع رفع الدعم عن الاعلاف ، بعد شهر ، ورفع سعر الغاز ، مرة جديدة ، موجات اضافية ، من ارتفاع الاسعار في الاسواق.

كيف سيعيش الاردني بهذه الطريقة ، واذا كان البعض يقول ان موجة الغلاء عالمية ، وهي الاعلى وفقا لدراسة امريكية ، منذ 168 سنة ، في كل العالم ، فان جميع الدول تحاول الرد بوسائل مختلفة ، ابسطها زيادة الرواتب ، وقد رأينا كيف ان القطاع الخاص ، لم يتجاوب مع حث الحكومة على رفع الرواتب ، بل انني سألت رجل اعمال..بهل سيزيد رواتب موظفيه ، فرد علي..انه سيفصل عددا منهم ، لتخفيف الاعباء على شركته.

المغترب لن يعود من الخارج ، بل سيتحنط في غربته ، والاب سيواجه عجزا كبيرا في الانفاق على عائلته ، والفساد الاخلاقي سوف يزيد ، ونسبة العنوسة سوف ترتفع ، والمتواليات السلبية سوف تخرج علينا كل لحظة ، ولا احد يعرف ما الذي سيفعله الناس لمواجهة حياة جديدة ، يشتري فيها الاب براتبه بعد دفع الايجار والكهرباء والماء والمواصلات والسجائر ومصروف المدارس ، مجرد طبق بيض وبضعة اغراض لمنزله ، لا تكفيه اياما.

انها محنة حقيقية ، وليس التوصيف هنا ، تحريضا على احد ، فكلنا يؤمن بالاردن ويخاف عليه ، ويخشى عليه ، غير ان الوطن يعني ايضا الشعب بمختلف فئاته ، ولا اظن ان علينا حكومة وشعبا ، ان نقف عند حدود الاستمتاع بقبول الناس للقرارات ، وان نبقى نتحدث عن فضائل شعبنا ، في هذا الاطار ، اذ على الحكومة ان تعاود الكرة ، مرات ومرات ، مع القطاع الخاص لرفع رواتبه ، وعلى الحكومة ان تتدخل بعقلية طوارئ ، نريدها اليوم وتبحث لنا عن سلع رخيصة ، وتسمح باستيراد كثير من السلع لمداواة اثار الغلاء الحارق.

لاول مرة في حياتي ، ارى سيدة بمدرقتها تدخل محلا في السلط قبل ايام وتشتري مائة غرام حليب ، واربع بيضات ، وحين اسألها تقول ان لديها احفادا ايتاما ، وراتب المعونة الوطنية البالغ 156 دينارا يدفع منه ثمانين دينارا ايجارا للمنزل ، وعشرين للكهرباء والماء ، وبقية المبلغ مصروف لثمانية افراد...وتقول ، يا ابني ما بدها حكي ، مش ناقصة الشغلة.

حسنا ، لنرجو الحكومة اليوم ، ان تطلب من الشرطة على الاقل ، التوقف عن مخالفات الخمسين دينارا رحمة بالناس ، وان تلغى تعديلات قانون الايجارات ، وان ترحموا الناس ، على الاقل بعدم رفع رسوم الجامعات ، كما هو متوقع ، وان تبحث الحكومة عن حزمة جديدة من الاجراءات ، غير التي تم الاعلان عنها ، للتخفيف من هذا الوضع.

اعان الله الناس.. اعان الله الناس.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد