صحيفة السوسنة الأردنية

لم تكن ثلجة بل كل ما في الامر فشل ذريع و جديد ،اعتدنا عليه من دائرة الارصاد الجوية التي لم تجد عذرا تغطي بها فشلها وخيبتها سوى محاولة رمي هذا الفشل على المواقع الالكترونية والاذاعات الخاصة ليس لسبب سوى انهم نشروا توقعات متعددة وهو ما يقتضيه العمل المهني اساسا .

المشلكة ليست بان الزائر الابيض حل علينا ام لا ، بل المشكلة في توقعات دائرة الارصاد التي تربك البلاد والعباد ، وتخلط الحابل بالنابل ، ثم تعود لتقول ، عندما تخيب التوقعات ، نحن لم نقل كذلك الاعلام حرف اقوالنا .

اتمنى على التلفزيون الاردني اعادة الجزء الخاص بالنشرة الجوية ، من برنامج يسعد صباحك الجمعة الماضية ، أي قبل ، ثلاث ايام من الثلجة الموعودة ، حتى نرى فطاحل الارصاد الجوية ، وهم يطلقون الصيحات بان المملكة ستكون مغطاة بالثلج المتراكم من اقصاها الى اقصاها ومن شرقها الى غربها وحتى الى صحراءها وغورها ، وهذا ما قاله الراصد حرفيا .

لقد تحمل الشعب الاردني في ذلك البرنامج ، تحت ضغط واهمية معرفة حالة الطقس يومها ، ان يستمع الى لزوم ما لا يلزم من استعراض شخصي ، لمقدم النشرة الجوية ، وكيف انه مضطر لحرمان الشعب الاردني من طلته البهية الجمعة المقبلة لانه سيكون في دولة عربية مجاورة لاسباب خاصة لكنه سيتعطف ويتصل ببرنامج يسعد صباحك للاطمئننان ، وهذا كله قبل ان يتحفنا بكلمة واحدة عن حالة الطقس .

ليته ومن معه سكتوا دهرا ، وتركوا لنا حالة الطقس لتداهمنا ، كما هي ، كما كان الحال قبل عدة عقود ، واستقبال المطر والثلج بالتهليل والفرح دون سابق انذار ، بل حتى لنعد في ظل هكذا خبراء للارصاد الجوية ، الى تقويم الفلاحين لحالة الطقس من المربعانية الى سعد الذابح وسعد السعود وشباط ما عليه ارباط وغيرها من الأنباء الموروثة التي هي اصدق مما في كتبهم .