صحيفة السوسنة الأردنية

ما أن بدأت مراكز التنبؤات الجوية وعلى اختلاف مصادرها تشير الى تعرض المملكة لمنخفض جوي يجلب معه ثلوج الخير والبركة حتى عادت حليمة لعادتها القديمة في المبالغة والاستعراض في استعدادات الاجهزة وإعلان حالة الطوارىء القصوى وأخذ حديث الثلج يتصدر المجالس وكأن هذا الخير كابوس ورعب وشر يتطلب إشهار كل الاسلحة الفردية والثقيلة لمواجهته مع ما يصاحب ذلك من توتر وضغط نفسي خاصة مع انعكاسات ارتفاع الاسعار المباشرة على الجميع وتحديدا المحروقات التي تزايد استهلاكها مؤخرا جراء تلاحق موجات البرد والصقيع والثلوج.

واذا كان مطلوبا استعداد الاجهزة المختصة كما الناس مع ما يترتب على تساقط وتراكم الثلوج من تبعات ونتائج وما يتطلبه ذلك من التزام بالتعليمات الصادرة عن المختصين لتلافي أية أضرار أو اخطار فان ذلك يجب ان يتم على الصعيدين الفردي والجماعي والاهلي والرسمي بمنتهى الهدوء والسلاسة وضبط النفس لكن بمنتهى الجدية مع الابقاء على الامور في حجمها الطبيعي وتقديم بعد الخير الذي يجلبه الثلج على الاعتبارات الاخرى مما يتطلب تحمل الاثار الجانبية من أجل فائدة اعم.

والمهم هو المراكمة على الانجاز وتعظيم الايجابيات وتلافي سلبيات وأخطاء المرات السابقة في تعاملنا مع الثلوج وتعويد المواطنين على الاعتماد على الذات وعدم إرباك اجهزة الدفاع المدني وغيرها في مطالب فردية وغير ملحة وهي أقرب الى الدلع منها الى الجدية ومفيد ان تواصل الاجهزة الاعلامية على اختلافها التوعية والارشاد وإيصال المعلومة والتعليمات للجميع وأولا بأول لكن بعيدا عن الاثارة والمبالغة والتكرار حتى لا يصل المشاهد والمستمع الى حد عدم الاقتناع بأداء الاجهزة خاصة مع تكرار حملات العلاقات العامة والنفخ بالانجاز وتسابق المسؤولين للميكروفونات والشاشات فما يقومون به هو الواجب.

ما تقوم به الاجهزة المختصة وعلى اختلاف مسؤولياتها وبخاصة في الحالات الطارئة هو من صلب اختصاصها والتعامل مع الحالات الطارئة هو أولى واجباتها بل لولا مثل هذه الحالات لا حاجة لهذه المؤسسات أصلا ولا ضرورة للاجهزة والمعدات التي تستخدمها من هنا لا ضرورة للمبالغة فيما تقوم به وكأنه عمل خارق مع عدم تجاهل الانجاز والانتقاص من الجهد فكل ما يزيد عن حده ينقلب ضده وكل ثلجة والجميع بخير وسلام والثلج نحن جميعا بأمس الحاجة للخير الذي يجلبه للبلاد والعباد.

dabbasahmad@yahoo.com