الملك في واشنطن .. محاولة جديدة للضغط على اسرائيل

mainThumb

27-02-2008 12:00 AM

التنسيق الاردني الفلسطيني يبدد المخاوف من صفقات سرية...

وسط تنامي القلق من نفاذ الوقت المتاح لتحقيق تقدم جوهري في المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين, يحاول الاردن مرة اخرى وربما اخيرة حشد الدعم الامريكي لاستثمار الاشهر المتبقية من ولاية الرئيس الامريكي لانجاز اتفاق سلام بين الطرفين قبل نهاية العام الحالي.

لهذه الغاية يتوجه الملك عبدالله الثاني الى امريكا نهاية الاسبوع الحالي للقاء الرئيس جورج بوش واركان الادارة الامريكية المنقسمة تجاه الموقف من عملية السلام.

لدى الاردن قناعة وهي صحيحة في كل الاحوال مفادها ان اسرائيل هي الطرف الذي يعيق تحقيق اي تقدم في المفاوضات مع الجانب الفلسطيني, ولا يمكن للحكومة الاسرائيلية ان تسير بمفاوضات جدية من دون ضغط امريكي مباشر.

وفي الادارة الجمهورية جناح عريض لا يرفض الضغط على اسرائيل فحسب, وانما لا يؤيد من الاصل قيام دولة فلسطينية مستقلة, وهو وضع يصعب من مهمة الاردن, رغم ما له من تأثير في اوساط المقربين من الرئيس بوش.

كافة الاطراف المعنية في الادارة والكونغرس سيلتقيهم جلالة الملك في واشنطن. جانب من اللقاءات سيكون مكرساً لبحث ملف المساعدات الامريكية للاردن خاصة وان الكونغرس شرع في مناقشة موازنة العام المقبل لكن قضية المفاوضات وعملية السلام ستأخذ الحيز الاكبر في اللقاءات مع المسؤولين وقادة الرأي العام الذين من المقرر ان يخاطبهم الملك يوم الجمعة المقبل في نيوجيرسي.

وقبل التوجه الى واشنطن اطلع الملك من الرئيس الفلسطيني محمود عباس على سير المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي.

عباس وفق مصادر رسمية اردنية لا يخفي شيئاً عما يدور في المفاوضات, والتنسيق بين الطرفين اصبح »شبه يومي«, وبدد ذلك مخاوف اردنية سابقة من حدوث صفقة سرية مع الجانب الاسرائيلي لا تراعي المصالح الاردنية في قضايا الحل النهائي.

لكن حصيلة المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية لغاية الان ما زالت متواضعة.

بعد ثلاثة اشهر على لقاء انابوليس الذي اعتبر في حينه انطلاقة جديدة لعملية السلام, لم تثمر اللقاءات الدورية بين عباس واولمرت من جهة وطواقم المفاوضات من الطرفين سوى الاتفاق على القضايا الشكلية المتعلقة باليات المفاوضات وتشكيلة الوفود, ولم تقترب بعد من القضايا الجوهرية.

وفي تقدير الجانبين الاردني والفلسطيني ان اسرائيل ستماطل خلال الاشهر المقبلة كي لا تضطر الى الدخول في مفاوضات حول قضايا الحل النهائي مستفيدة من تراجع الدور الامريكي وحالة الانقسام الفلسطيني.

رغم حالة التشاؤم العامة ازاء فرص السلام هذا العام يرى الاردن ان الوقت المتاح امام بوش يكفي لاحداث اختراق مهم في عملية السلام اذا ما توفرت لديه الارادة لصنع السلام كما يدعي فقد كاد الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون ان يحقق اتفاق سلام قبل اسابيع من انتهاء ولايته.

المحاولات الاردنية لا تتوقف, لكن سقف التوقعات محدود للغاية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد