امطار وثلوج لا تغذي السدود! .

mainThumb

25-02-2008 12:00 AM

الموسم الشتوي لهذا العام.. الذي لا يزال يحط الرحال وبقيت منه فترة لا بأس بها نتمنى ان تكون حافلة بالمزيد من الأمطار والثلوج الخيرة.. شهد ميزات ربما تجعله مختلفا عن غيره من المواسم الشتوية الاخرى التي عهدناها خلال العقدين الاخيرين من الزمن على وجه التقريب, حيث بلغت عدد المرات التي تساقطت فيها الثلوج ثلاثا حتى ان إحداها تميزت بتراكم ثلجي استمر لأكثر من اسبوع في بعض المناطق, في حين سجلت "أيام الصقيع" خلاله ارقاما قياسية غير معهودة هي الاخرى.

اما الأيام الماطرة التي سادت هذا الشتاء فربما كانت مختلفة ايضا, حيث اتسم مطلع الموسم بامطار غزيرة على فترات قصيرة تسببت بسيول جارفة, في حين شهدت انقطاعا شبه كلي خلال فترة "الأربعينية" الى ان اقترنت نهايتها مع توالي المنخفضات القطبية ومصادرها الاخرى, وما حملته من ثلوج وامطار غزيرة يعول في حال تواصلها بمشيئة المولى ان تسفر عن موسم زراعي جيد يغذي الزرع والضرع.

واذا كانت الاولوية في اي موسم شتوي هي لري الارض المتعطشة لحبيبات المطر وزخات الثلج بعد طول انتظار, من اجل احياء اشجارها وحبوبها وخضراواتها ومراعيها بما تحتاج اليه من كميات هطول مطري يتلاءم مع المعدلات السنوية التراكمية, الا ان تعزيز الاحتياط في الابار الجوفية لا يقل أهمية عن ذلك لانها الرصيد الذي لا نستطيع الاستغناء عنه لتوفير مياه الشرب وحتى الري في ايام الصيف اللاهبة التي يجف فيها كل شيء بانتظار الموسم الشتوي الجديد.

اما مخزون مياه السدود فهو ايضا يعول عليه الكثير فوق هذا كله في اي موسم شتوي, لأنه يمثل الاستفادة التي لا بد منها من تجميع كميات مائية يتم حصادها وتخزينها في سدود رئيسية يبلغ عددها عشرة على وجه التحديد من ضمنها سد الوحدة, ونأمل ان تصل نسبة التخزين فيها الى ارقام تتناسب مع احتياجات الشرب في بعض الاحيان والى الري بشكل رئيسي.

يبدو من خلال استعراض ما تم تخزينه في هذه السدود لغاية هذه الايام ان كميات الامطار والثلوج لم تنعكس بالنسبة ذاتها على ما تحتويه من مياه احتياطية, حيث ان الكميات التي وردت اليها منذ بداية الشتاء لا تتناسب مع نسبة هطول 55% من المعدل السنوي التراكمي طويل الامد والبالغ 8322 مليون متر مكعب وفق الاحصاءات المعتمدة في هذا الشأن, حيث هطل منها فعليا 4540 مليون متر مكعب, في حين ان السدود لم تتلق منها الفائض الناتج عن مثل هذه الكميات المائية.

كان المتبقي من مياه السدود في الموسم الماضي بموجب احصاءات وزارة المياه والري يصل الى حوالي 27% من سعتها التخزينية حتى نهاية فصل الصيف الماضي, في حين انها بلغت الان 43.5% من مجموع التخزين الكلي اي انها زادت بنسبة 16% فقط لا غير على ما هو متوفر فيها اصلا, حيث وصل مجموع ما خزنته هذه السدود حوالي 95 مليون متر مكعب تضاف اليها عشرة ملايين في سد الوحدة المشترك مع سورية من اصل 217 مليون متر مكعب تمثل طاقتها الاجمالية, وحتى الثلوج والامطار الغزيرة التي هطلت خلال الاسبوع الماضي لم ترفدها سوى بأقل من واحد بالمئة لأنها كانت بنسبة 42.6% واصبحت 43.5% بعد ذلك من خلال أرقام الوزارة ذاتها.!

تساؤلات قد تكون وجيهة حول تدني نسبة التخزين في مياه السدود هذا الموسم لغاية الان.. وتطرح نفسها على الجهات المسؤولة والمختصين ذوي العلاقة فربما يكون لهم رأي اخر مقابل ذلك, لان المياه التي توزعت على هذه السدود لا تزال متدنية نسبيا على هذه الفترة المتقدمة من ايام الشتاء, وما شهدناه فيها من امطار وثلوج, وتدل على ان الوديان والسيول المغذية لها قد تكون بحاجة ماسة الى مشاريع جديدة لتطوير وتحسين عمليات التغذية المائية, بحيث نستفيد منها بأكبر قدر ممكن لا ان تهدر وتضيع مياهها هباء منثورا ونحن بأمس الحاجة الى كل قطرة ماء!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد