المصالحة الحقيقة في ظل مزايدات الحركات الإسلامية

mainThumb

23-02-2008 12:00 AM

بعد حالة الارتباك غير المسبوق التي عاشتها الحالة السياسية الفلسطينية بسبب التعقيدات الامنية والسياسية التي فرضتها حركة حماس بسيطرتها اللا شرعية على قطاع غزة ، والتي ولدت ابعاد وملابسات متشابكة نتج عنها سياسة التجويع والحصار الاقتصادي بتبني اسرائيلي ناتج عن اختلال غير مسبوق لموازين القوى الداخلية الفلسطينية ، والذي ولد قلق عربي مبرر على هذة القطاع الذي اصبح اسير المراهنات السياسية بسبب الخذلان العربي وعبثية هذه الحركات التي عندما مارست هذا الانقلاب حققت دون ان تعلم خدمة دون مقابل للمحتل في فرض حصار طويل على قطاع يعيش على حافة هاوية ، يهدف الى تركيع شعب محتل من خلال اتباع سياسات اقتصادية تودي به في اضعف الاحوال الى قبول اغلب مطالب المحتل.

ففي ظل هذه المعطيات لا بد من اعادة قراءة للعلاقة الاردنية مع هذه الحركات بحيث تستند الى الحذر والتعامل عن بعد في ظل استمرار ارسال اشارات مشفرة ومبطنة تهدف في اغلب الاحوال الى زعزعة الاستقرار الداخلي وان ظهرت في ثوب المطالبة الشريفة بالحقوق الوطنية .

فنتائج الضغط الدولي والإسرائيلي بدأت في الفترة الماضية باحداث نتائج واقعية ، فبعد ان تم قطع المساعدات المالية الدولية وفرض حصار سياسي واقتصادي بدات هذه الحركة بتغيير مواقفها التي كانت تزعم بثباتها عليها لكن بعد ماذا بعد ان تمكن الاحتلال من تحقيق ما يرنو اليه من ايجاد شبه تقبل للشروط التي يمليها .

اما الحديث عن الحرية والاستقلال كحق مقدس لشعب محتل اصبح بعيدا في ظل واقع مرير تم فرضه من قبل مغرضين لا يسعون الا الى ابقاء الواقع الحالي كما هو خدمة لاجندة خارجية ، اما نهج الاردن الواضح بالتعامل مع هذه التطورات بمختلف انعكاساتها الاقليمية والدولية التي تتطلب انتهاج سياسة التروي مع مراعاة اولوية تحريك عملية السلام التي تعرضت لانتكاسات واضحة في ظل هذه التحول الانقلابي الغريب في توقيته الزمني في ظل رحلة تتطلب التوحد في مواجهة اجندة خارجية لبعض الدول الاقليمية

لكن يبقى التساؤل على مدى تقييم هذة الحركات لخطابها الاعلامي الذي طالما تسبب في احداث ازمات داخلية ، مستغلا المعطيات التي تمر بها المنطقة في ضوء التحديات العالمية والتي طالما تسعى من خلاله .فالسلاح الاعلامي لهذه الحركات التي طالما وضفته لتأجيج الازمات الداخلية بالذات اعتمادا على مشاعر المواطن الذي لايدرك الحقيقة بأوجهها المختلفة ، فخلق الازمات مع الطرف الاخر بحجة انه يقبل التطبيع والتسوية يتعارض مع كونها تخوض نضال فكري مما يبرر خلق هذه الازمات في نظرها ، اما رهان البعض على ان علاقة الحكومة الاردنية بالحركات الاسلامية وصل لطريق مسدود غير سليم من الناحية الواقعية وان كان نظريا يبدو كذلك فالامر لا يتطلب سوى وضع رؤية واضحة تتبنى الية تفاهم تعتمد على تبادل وجهات النظر وليس التجاوز على الاخر.الى تاجيج الاوضاع لتحقيق مصالح ذاتية بدعم خارجي يهدف الى تقويض عملية المصالحة..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد