حراك ملكي محمود

mainThumb

25-02-2008 12:00 AM

تكاد جهود جلالة الملك عبدالله الثاني لا تتوقف لحظة عن السعي لما فيه خير الاردن ومصلحة الأمة العربية وبما ينعكس أيضا على تعزيز أواصر السلام والاستقرار في العالم أجمع. ومن المقرر أن تنطلق مرحلة جديدة من هذا الحراك الملكي المحمود بزيارة جلالته الى المملكة العربية السعودية الشقيقة ولقائه خادم الحرمين الشريفين ، ليواصل جلالته جهوده بزيارة الولايات المتحدة الامريكية بأجندة حافلة بالنشاطات واللقاءات.

وغني عن الذكر أن زيارة جلالته للمملكة العربية السعودية تكتسب أهمية خاصة ليس فقط من زاوية العلاقات الأخوية المتينة القائمة بين البلدين ودعم الرياض المستمر والمقدر للاردن ، ولكن أيضا من جهة توقيت هذه الزيارة الذي يجيء قبيل الموعد المقرر لانعقاد القمة العربية في دمشق.

ولا شك أن تنسيق المواقف وتبادل الآراء بين القادة العرب في هذه المرحلة يعد أمرا في غاية الأهمية ، اذ لا يخفى على أحد أن التحديات التي تواجه الوضع العربي تشكل تهديدا خطيرا للأمن العربي المشترك ، اذ رغم أن المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين متواصلة الا أن التقدم ما يزال بطيئا حتى الان ، كما أن احتمال اصطدام هذه المفاوضات بأية عقبات وارد في أية لحظة.

ورغم أن التنسيق الاردني ـ الفلسطيني قد وصل الى مرحلة متقدمة من الشفافية والوضوح والديمومة ، الا أن المفاوض الفلسطيني يحتاج الى دعم من كل اشقائه خصوصا وأنه (اذا ما تخطت هذه المفاوضات عنق الزجاجة) فان القضايا المطروحة كالقدس والحدود والمياه واللاجئين تتطلب تشاورا عميقا وتنسيقا كاملا مع العمق العربي للفلسطينيين.

واذا ما أضفنا الى هذا البعد حالة الانقسام الخطيرة التي يعيشها الفلسطينيون والحصار الاسرائيلي الخانق على غزة ، فان التنسيق العربي يصبح أكثر الحاحا من أي وقت مضى.

ومن الواضح ايضا أن الوضع في لبنان يراوح بين الانفراج والانفجار ، وأن كل الاحتمالات واردة. ويجب أن يكون العرب معنيين بتجنب انزلاق الوضع هناك باتجاه المزيد من الاقتتال والتناحر وتعطيل المؤسسات ، لأن انفجار الوضع في لبنان لن يتوقف أثره عند حدود ذلك القطر الشقيق ، بل سيتسع ليشكل تهديدا خطيرا لمجمل الوضع في العالم العربي ، كما ان العرب معنيون بوقف التدخلات الاقليمية والدولية في الشأن اللبناني.

ولا شك أن هذه الملفات الساخنة وخصوصا ملف الرئاسة اللبنانية ، تشكل عامل تحد أمام القمة العربية ويجب التصدي لها قبل انعقاد القمة لتوفير العوامل التي تهيىء أفضل الفرص لنجاح لقاء العرب في دمشق.

كما أن زيارة جلالة الملك الى الولايات المتحدة الامريكية والتي يستهلها يوم الخميس القادم ، تعد من حيث توقيتها وجدول أعمالها مهمة واستثنائية. فهذه الزيارة تجيء بعد انقضاء عام كامل تقريبا على الخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالته أمام الكونغرس الامريكي والذي أوضح فيه للعالم أجمع مركزية القضية الفلسطينية. ولا نبالغ اذا قلنا أن هذا الخطاب هو الذي فتح أعين الادارة الامريكية والعالم على ضرورة التحرك لانهاء هذا الصراع الذي يؤجج بؤر التوتر في العالم كله ، وهو ما تمت ترجمته بانعقاد مؤتمر أنابوليس الذي وضع اطار التفاوض الحالي بين الفلسطينيين والاسرائيليين والذي يؤمل ان يفضي الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة.

ومن المعلوم ايضا أن الادارة الامريكية ستدخل بعد أسابيع قليلة في أتون معركة انتخابات الرئاسة ، ولذا يجب أن تتحرك الان لدعم عملية التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين قبل انشغالها المحتوم بأوضاع الانتخابات.

كما أن الملفات الاقليمية الاخرى الساخنة تحتاج هي الاخرى الى أعلى درجات التنسيق والتشاور ، فجلالته صاحب رؤية وخبرة بشؤون المنطقة وهو لا يتردد لحظة ولا يتوانى عن القيام بأي جهد تنبني عليه خدمة قضايا الاردن والامة العربية.

كما أن التحديات التي يواجهها المواطن الاردني لا تغيب لحظة عن ذهن وفكر جلالة الملك ، فهو الاكثر قربا من شعبه والأشد ادراكا لضرورة العمل دونما كلل لتحصين المواطن وحمايته من ضغوط الظروف والأوضاع الاقتصادية. وقد أوعز جلالته باتخاذ العديد من المبادرات في الفترة الماضية ، ويبدو ان هناك المزيد من الجهود التي تصب في مصلحة المواطن الاردني والتي سترى النور قريبا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد