الديمقراطية - مدّ أم انحسار

mainThumb

01-03-2008 12:00 AM

في الخطاب الذي افتتح به الرئيس الأميركي بوش عهده في البيت الأبيض تعهد بأنه سيعمل على نشر الديمقراطية في العالم. أما فيما يخص العالم العربي فقد قرر الرئيس أن إدارته سوف تتحول من دعم الاستقرار إلى دعم الديمقراطية، رضي من رضي وغضب من غضب.

أما وقد شارف عهد الرئيس على الانتهاء بعد أكثر من سبع سنوات في السلطة، فقد جاء الوقت لتقييم نتائج رسالة بوش باتجاه دمقرطة العالم.

في هذا المجال قامت مجلة اتلانتك الأميركية عدد شهر آذار 2008 باستفتاء أربعين شخصية من المتخصصين في السياسة الخارجية، وكان السؤال الأول عما إذا كانت الديمقراطية في عالم اليوم أقوى أم أضعف مما كانت عليه عام 2000 . وقد أجاب 73% من الخبراء بأنها أضعف. وختم أحدهم رأيه بالقول : ليس هناك بلد في العالم يريد أن يكون مثل العراق الذي يشكل نموذجاً لنتائج التدخل الأميركي باسم الديمقراطية.

وكان السؤال الثاني ما إذا كانت أميركا قادرة فعلاً على التأثير باتجاه الديمقراطية، فقرر 68% من الخبراء أنها قادرة ولكنهم يأسفون لأن أميركا أعطت الدعوة إلى الديمقراطية سمعة سيئة، فالعالم لا يهتم بما تقول بل بما تفعل.

أما السؤال الثالث والذي يدعو إلى الاكتئاب فهو عما إذا كان التوجه الديمقراطي حتمياً في عالم اليوم، وقد أجاب 63% من الخبراء بأنه ليس كذلك، فالأنظمة الاستبدادية تملك قدرة على الصمود، وفي بعض الأحيان تتفوق على الأنظمة الديمقراطية في الإنجازات.

خلافاً لما تقول به الماركسية، فليس هناك حتمية تاريخية، فالإمكانيات والخيارات مفتوحة، وكل شيء ممكن، وهناك مفترقات طرق تصادف شعوب العالم من وقت لآخر مما يسمح لها بهذا الاتجاه أو ذاك.

نعم الديمقراطية ليست حتمية، وليست آتية لا ريب فيها إذا لم يعمل لها ويحافظ عليها الديمقراطيون. والحق لا يعلو تلقائياً، فلا بد أن يعمل له أصحاب الحق وكثيراً ما انتصر الباطل. والتفاؤل ليس أفضل من التشاؤم بالمطلق، فبعض التفاؤل يقود إلى التراخي وترك الأمور تتحرك وحدها، ولا يتبع ذلك سوى خيبة الأمل والإحباط.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد