الطبيبة النشمية

mainThumb

03-03-2008 12:00 AM

تستحق الطبيبة - مجهولة الاسم والهوية - التي تعمل في مركز صحي عين الباشا أن تكرّم تكريماً استثنائياً من وزارتها على ما بذلته هي وزملاؤها من مجهود كبير يثبت انسانيتهم العالية في التعامل مع المراجعين ..حيث عالجت هذه الطبيبة منفردة في يوم واحد 162 حالة مرضية مستوعبة بذلك الاكتظاظ الكبير في صفوف مراجعي المركز بمهنية وانسانية.. هذا الرقم الخيالي تعجز بعض المستشفيات عن الوصول اليه في يوم واحد..

بمجرد ان قرأت الخبر انحزت تلقائياً الى هذه الطبيبة النشمية، لأنها أثبتت أن (الوطنية) ليست أغاني حماسية أو مجاهرة بالصوت وحسب، وإنما هو عمل متقن وصامت بعيداً عن الشهرة أو غايات التلميع، أنا أجزم أنها لم تعرف ولن تعرف ان الصحافة اهتّمت بها وتناولتها في تقاريرها ومقالاتها هذا الصباح فمن مثلها لا وقت لديه لقراءة الجرائد ..

نعم، لقد كان بإمكانها أن تغلق بابها على نفسها وتعالج على طولة بالها الى ان تنتهي ساعات الداوم، فتعود الى بيتها مرتاحة الجسد خالية البال، لكنها فضّلت الكشف على كل من يدق باب عيادتها - بأقصى استطاعتها وطاقتها- على أن يعود المريض بوجعه من حيث أتى ..162 حالة في ثماني ساعات، بمعدّل 3 دقائق للمريض الواحد ..مقسمة ما بين الاستماع للأعراض والفحص وكتابة الوصفة.. رقم قياسي يؤهل هذه الطبيبة النشمية للدخول في كتاب غينيس بلا منازع ..

من جهة أخرى نشعر بالخجل عندما نجد أن وزارة الصحة تتكىء على جهود بعض الأطباء والإدرايين لحل أزمات المراجعين في المناطق المكتّظة ..ونسألها سؤالاً مهنياً واحداً: هل تعتقد الوزارة أن المريض المراجع سيشخّ?Zص تشخيصاً طبيّاً دقيقاً ويأخذ حقه الطبيعي في العلاج بغضون ثلاث دقائق فقط؟..

هل هناك ضمانات تقدمها لنا وزارة الصحة بأنه لن يأتي يوم يقف فيه الطبيب المناوب بساحة المستشفى و(يتمتم) من بعيد على رؤوس ألآف المرضى ويطوف بمبخرة حولهم ثم يعود الى مكتبه..نتيجة الاكتظاظ ونقص الكوادر؟؟!!...

الطبيبة النشمية المجهولة صباح الخير..

ahmedalzoubi@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد