خيارات الاردن بعد النداء الاخير لواشنطن

mainThumb

01-03-2008 12:00 AM

قوى الاعتدال نفضت يدها من عملية السلام وانشغلت بملفات جانبية…

يصعد الاردن لهجته تجاه اسرائيل ويقترب شيئا فشيئا من تحميلها علنا المسؤولية عن انهيار عملية السلام وضياع الفرصة الاخيرة.

خطاب جلالة الملك في جامعة وودرو ويلسن الامريكية اوحى بذلك الموقف. وحمل الخطاب في طياته رسالة واضحة وصريحة للولايات المتحدة بضرورة تحمل مسؤولياتها قبل فوات الاوان. بيد ان واشنطن ليست في وارد تغيير موقفها المنحاز لاسرائيل ولا يزال غلاة المحافظين في الادارة الامريكية يعتقدون ان الاولوية في المنطقة هي لمحاربة محور التشدد وليس اقامة السلام على حساب الحليف الاسرائيلي.

نتيجة هذه السياسة المدمرة معروفة منذ الآن وقالها جلالته في خطابه ببساطة سيصبح قرار تحديد الاجندات السياسية والاجتماعية في المنطقة في أيدي "الايدولوجيات الرديكالية المتطرفة" وحينها يكون الحديث عن معتدلين ومتشددين في العالم العربي ضربا من الخيال.

ربما تكون زيارة الملك الحالية الى امريكا الاخيرة في عهد ادارة بوش ولهذا السبب بدا خطاب جلالته بمثابة النداء الأخير للنخب السياسية الامريكية للتحرك قبل نفاد الوقت المتبقي. وبعد اسابيع قليلة سيتبين مدى التزام الادارة الامريكية بتنفيذ وعودها بدفع عملية السلام وانجاز اتفاق قبل نهاية العام وفق مسؤول اردني رفيع المستوى. لكن سياسيين كبار في الدولة يحاججون بأن الفرصة ضاعت ولا يأملون بأي دور مختلف للادارة الامريكية فيما تبقى لها في الحكم.

لكن المعيقات التي تواجه التحرك الاردني لا تتعلق فقط بالموقف الامريكي المنحاز لاسرائيل وانما بدور دول الاعتدال العربي التي ينخرط الاردن في تحالف وثيق معها. فهذه الدول لم تعد معنية بشكل مباشر بعملية السلام بقدر اهتمامها بقضايا اخرى. مصر على سبيل المثال مسكونة بهاجس غزة ومستقبل العلاقة مع القطاع بعد الاحداث الاخيرة على المعابر وعلاقتها مع اسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية تتمحور حول هذه القضية لا غير. المملكة العربية السعودية مشغولة بالملف اللبناني ومعركتها الاساسية اليوم هي مع سورية حول لبنان.

صاحب القضية الاول محمود عباس همه الاساسي ادارة الصراع مع حماس واستعادة قطاع غزة بأي وسيلة ولا يتردد في سبيل ذلك عن مواصلة اللقاءات غير المفيدة مع اولمرت لايهام الفلسطينيين بأن عملية السلام مستمرة.

وسورية غير معنية اصلا بالمسار التفاوضي وتراهن على الفشل لاحباط المخططات الامريكية في المنطقة.

كل الاطراف نفضت يدها من عملية السلام وتدير مصالحها وتحالفاتها وفق اعتبارات خاصة بها. لا بل ان بعض قوى الاعتدال مستعدة لصفقات جانبية مع امريكا واسرائيل من دون اعتبار للمبادرة العربية للسلام وشروطها.

وحده الاردن يبقى في مواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة بكل مصاعبها وسيجد نفسه مجبرا على اجراء مراجعة عميقة لسياساته ومواقفه وتحالفاته ايضا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد