كول .. كول .. باميا!

mainThumb

01-03-2008 12:00 AM

أتمنّى أن يكون هذا المقال مقدّمة لمقالات أخرى أتناولها حسب التجلّي والظروف..و تبحث في وجه الشبه بين ألعاب الطفولة التقليدية وبين سياسات الدول والحكومات..ومن ثم شرح الكيفية التي تتحول فيها ألعاب الصغار الى مذاهب سياسية يمشي عليها الكبار!!..

ثمّة لعبة بسيطة كنّا نلعبها ونحن صغارا ،حيث يجتمع خمسة أو ستّة أطفال على شكل حلقة ، يضع كل منهم يده اليسار خلف ظهره ويضع يده اليمين فوق الأيادي اليمنى الأخرى..ثم يردّدون بصوت واحد وهم يهزّون ايديهم المتكتّلة : كول ..كول.. بامية ..وبعد أن تلفظ كلمة (بامية) مباشرة ..على كل لاعب أن يتّخذ قراراً بقلب كفّه ليظهر باطنها الى أعلى أو العكس ، كل حسب حدسه وهواه ..والنتيجة دائماً من يخالف المجموعة بحركة يده يخرج من اللعبة .. أما اذا تساوت النتائج تعاد اللعبة مرة اخرى حتى يخالف الجماعة احد اللاعبين ويخرج....

المسألة اللبنانية شبيهة بهذه اللعبة الى حدّ كبير ، فالكل يضع يده بحجة وحدة لبنان..وعند انتخاب الرئيس يتّخذ كل من تلك الأحزاب والقوى موقفه المتصلّب فيقلب الاتفاق الى خلاف..منهم من يبسط باطن يده للأنتخاب ومنهم من يواري بظاهرها نيته الحقيقية..ولأن القوى متساوية هناك ..فلا زال عمرو موسى يعيد اللعبة ..مرة تلو مرّة تلو مرّة ..علهم يجمعون على رئيس جديد..أو ينبذون مخالفاً حسب قوانين اللعبة ..لذا فهو يحرص في كل اجتماع أن يضع ايديهم جميعاً على وحدة لبنان بشكلها (المتكتّل) ، لكن الغريب أنه عند اللحظة الحاسمة على الاتفاق يقرر كل منهم قلب يده على هواه وعلى هوى من يشدّ على يده...

الوقت ينفد، والمدمّرة الأمريكية كول صارت قبالة الشواطىء اللبنانية..بحجة مفضوحة لا يقبلها عقل دجاجة ،فهذه المدمّرة ذات الصواريخ الموجهّة آتية لتشجّع على الاستقرار في المنطقة ؟؟!! ..اذن ليس أمام اللبنانيين سوى أن يضعوا ايديهم جميعاً بايدي بعض ويهتفوا بصوت واحد: (كول ..كول ..جايّه)..فقد انتهى وقت اللعب...وغابت شمس المكائد والمصالح الصغيرة ، فلا بد من غسل النزاعات فوراً وتبديل جلود التناحرالساذج...

وليتذكّروا دائماً ،اليوم يختلفون على انتخاب رئيس لوطنهم ، في الغدّ لن يجدوا وطناً يختلفون على رئيسه..

ahmedalzoubi@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد