صحيفة السوسنة الأردنية

لا أريد في هذه العجالة أن أدخل في موضوع بعض الاعلاميين الذين ينتقلون من حضنٍ إلى الحضن المضاد، حسب المصالح الآنية وحسابات الربح والخسارة الشخصية، ولكن ما لفت?Z نظري هو الحلقة التي بثتها فضائية الجزيرة يوم الجمعة الماضي بعنوان أكثر من رأي واستضافت فيها أحد موظفي الخارجية الاميركية ورئيس تحرير صحيفة القدس اللندنية عبد الباري عطوان، كما لا أريد أن أخوض في موقف فضائية الجزيرة العدائي تجاه الأردن، فقد خاض به الكثيرون غيري، ولا أستجدي - كمواطن أردني- أولاً وكسياسي ثانياً موقفاً لبلدي من الجزيرة أو من غيرها، ولكن ما ساءني هو مقدم البرنامج الإعلامي الأردني أصلاً - سامي حداد - الذي عرّج - بلا مناسبة- على ذكرى معركة الكرامة التي صادفت في 21/3/2008 في نهاية برنامجه، وأشار إلى الجهات التي قامت بطرد الجيش الإسرائيلي الغازي، بالإضافة للمدفعية الأردنية والتي أشار إليها بشكلٍ هامشي يؤسف له، ليس لأنه صادر عن قناة معادية للأردن، بل لأنه صدر عن إعلامي تربى في حضن مؤسسات الدولة الأردنية، وانطلق منها ليعمل في الجزيرة أو غيرها!! وهو يعلم، ونحن نعلم، والشعب الأردني يعلم أننا ودون أن نغمط أحداً حقه في تلك المعركة، أن الدور الرئيسي والهام الذي أفشل غزو الجيش الإسرائيلي للأردن هو الجيش العربي/القوات المسلحة الأردنية، ولا نقلل من شأن الآخرين، ولكن العيب أن يقوم (أردني) بالتقليل من دور جيش بلده، رغم أن الجيش العربي لا يحتاج لشهادةٍ من أحد في هذا الشأن، فيكفي دماء شهدائه الذين قدموا أرواحهم بطيب خاطر وقناعة بما يقومون به دفاعاً عن الوطن، وها هي دماؤهم الزكية ما زالت شاهداً على تضحياتهم في الكرامة وقبلها على أسوار القدس وأرض فلسطين الطاهرة، وأماكن أخرى من الوطن يعلمها سامي وغير سامي.

يؤسفني ان الذين ينتقلون من الرأي ... إلى الرأي الآخر بلا ضوابط، وبلا أخلاق، بل وفوق ذلك يسيئون للحضن الدافىء الذي علمّهم وربّاهم، وهم يعتقدون أنها جرأة ... أو معارضة، وقد نسوا أنها تنحدرُ إلى مستوى أخجل من نفسي ومن القراء أن أسميه !! بالإضافة إلى أنهم نسوا أن للوطن ذاكرة، وللوطن ابناؤه الذين لن يخذلوه مهما كانت الظروف.