هل يحمل بيان خارجية النواب رسالة رسمية?

mainThumb

05-03-2008 12:00 AM

موقف شجاع يمكن توظيفه للضغط على اسرائيل اذا ما تبناه مجلس النواب..

أثار الموقف الشجاع للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب اسئلة عديدة حول دلالاته. ولمن لم يطلع على صحف الامس فقد اصدرت »خارجية النواب« بيانا امس دعت فيه الى طرد السفير الاسرائيلي من عمان واستدعاء السفير الاردني من تل ابيب ردا على المجازر الاسرائيلية في غزة.

رئيس اللجنة النائب محمد ابو هديب وفي تصريحات صحافية اعتبر البيان »أبسط رد على المجازر الاسرائيلية بحق الاشقاء الفلسطينيين, وحتى يستفيق الاسرائيليون من غيّهم«.

أعتقد أنها المرة الاولى التي تتخذ فيها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب هذا الموقف الجريء, واقتصر الامر في السابق على دعوات تصدر عن كتل برلمانية او نواب منفردين, اما صدور بيان بهذا المعنى من »خارجية النواب« فإنه يكتسب أهمية استثنائية نظرا لمكانة اللجنة المرموقة في مجلس النواب, وتناغمها الدائم مع السياسة الرسمية, وهو ما دفع بالمراقبين الى القول ان الموقف الرسمي الاردني الذي ضاق ذرعا بسياسات اسرائيل »العدوانية« يوافق على البيان كرسالة غير مباشرة للحكومة الاسرائيلية, تحمل في طياتها غضبا شديدا وتهديدا مبطنا بامكانية اللجوء الى خيار تجميد العلاقات الدبلوماسية.

ويؤكد نائب في البرلمان ان موقفاً كهذا لا يمكن ان يصدر عن »خارجية النواب« من دون استمزاج رأي الدولة فيه.

وهذا إن حصل لا يقلل من اهمية البيان وشجاعة اعضاء اللجنة ورئيسها الذي كان مصمما على نشره في كافة وسائل الاعلام, غير ان الاعلام الرسمي الحكومي تجاهله بكل أسف وحذف الفقرات الخاصة بطلب طرد السفير عند نشره.

واذا ثبتت صحة ما يقال عن تنسيق جرى قبل صدور البيان فهذا يضفي اهمية اكبر على موقف اللجنة وهو في ذات الوقت يعكس حالة توافق وانسجام بين الشعب وممثليه طالما افتقدناها في محطات مفصلية. وفي كل برلمانات العالم يجري تنسيق في المواقف الاساسية بين السلطتين التشريعية والتنفيذية, وفي احيان كثيرة يتصدى النواب لتبني مواقف لا تستطيع الدولة - لاعتبارات عديدة - التعبير عنها مباشرة.

وفي حالة »خارجية النواب« بوسع الدولة ان توظف موقف النواب للضغط على اسرائيل لان سياساتها تعرّض العلاقات الرسمية بين الطرفين الى الانهيار. وسيكون الموقف الرسمي اقوى لو ان مجلس النواب يتبنى بشكل رسمي بيان لجنته.

لكن دلالات البيان لا تقتصر على هذا الجانب فقط, فهي تعبر وفق مصادر نيابية في لجنة الشؤون الخارجية عن العلاقة المتوترة بين اللجنة ووزير الخارجية على خلفية اللقاءات التي جرت بين الطرفين في الآونة الاخيرة واتسمت بالحدة والخلاف والعجز عن تقديم اجابات مقنعة حول السياسة الخارجية للاردن مما أثار حفيظة اعضاء اللجنة الذين وصف بعضهم الاجتماعات مع الوزير بأنها غير مفيدة او مجدية.

مهما تكن الظروف المحيطة بصدور البيان فإننا ازاء موقف يمثل رسالة قوية وشجاعة من النواب الى كل من يهمه الأمر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد