المثقف الحر .. والسباحة ضد التيار
يلزمنا عند الحديث عن المثقف العربي والسلطة تحديد المفاهيم والمصطلحات الدالة على هدف الكتابة ، وماذا تعني بالمثقف العربي والسلطة التي يلزمنا بيان العلاقة بينهما؟ هل هو المثقف العربي في تاريخ الحضارة العربية الاسلامية ام هو المثقف العربي المعاصر الذي نراه اليوم؟ واي سلطة تعني هل هي القيادة التاريخية للامة التي صنعت الحضارة السامقة على مدى قرون ام هي سلطة التجزئة والتبعية والقطرية الضيقة؟ هل هي علاقة الامراء بالعلماء الذين جمعتهم منظومة قيمية مشتركة وتعاونوا على عمل الخير والبر والتقوى ام هي حالة الاستبداد وصياغة مبرراته ام هي سلطة القبيلة وشعرائها؟،
أحسب ان المقصود هو الواقع المعاش وأن المطلوب هو القاء اضاءات دالة اصلاحية يفيد منها الانسان العربي والمسلم المعاصر ، ويكون له عونا للقيام بدوره واداء مهامه بصورة تنظم العلاقة بين الجانبين وتصحح المنطق والمسار الذي اصابه خلل كبير في القرون الاخيرة من حياة الامة.
ازمة فكرية
تعاني امتنا اليوم من أزمة فكرية أفقدتها القدرة على التمييز بين ذاتها والآخر ودخلت فيها وغفلة لم تواجه مثله في تاريخها الطويل. فأصبحت كثرتها غثاء ووجودها بدون مهابة وأنشب الوهن انيابه في جسمها حتى العظم.
والسبب الرئيسي في كل ما حصل اليوم هو الانفصام بين القيادة الفكرية والقيادة السياسية. لقد تم تغييب المثقفين والعلماء وساد حكم القبيلة والعسكر وتصدر الفكر والتوجيه دعاة التغريب والعلمنة المادية الغربية والالحاد والانحراف مما سبب العزلة الفكرية عن الذات وترعرع التقليد والتخلف والجمود.
وبسبب غياب القيادة الفكرية الاصيلة والمؤهلة التي حملت لواء توحيد الله ووحدة الامة شعارا لها فشلت عمليات التجديد المعاصرة على مدى القرنين الماضيين سواء على مستوى العلماء والمثقفين او من قادوا المسيرة من العسكر والقبليين. ان هدر طاقات الامة في عمليات الاصلاح تحت شعارات القومية واليسارية والعلمانية المادية العربية وحكم العسكر والمستبدين اوصل الامة الى حالة الكساح الذي تعيشه اليوم.
تصحيح المسارات
ان تصحيح مسارات الاصلاح في الامة يبدأ بالاصلاح الفكري الشامل وإزالة الانفصام بين السلطة والقيادة الفكرية التي تحمل مبادئ التغيير الاصيلة والهادية والموجهة لمسيرة الاصلاح المطلوب. ان نقطة البدء في ذلك هو الاتفاق على اساسيات الاصلاح من حياة الامة. كما ان عمليات التجديد والتغيير الهادف وخطط الخروج من الواقع المعاش الى ميدان البناء والعطاء يتطلب النظر والبحث الجاد في اساسيات قادرة على تحقيق الاهداف التي تصبو إليها جماهير امتنا ومثقفيها ومنها:
1 - توفير مناخات الحرية لابناء الشعب كافة وازالة كل العوائق التشريعية والتنظيمية والفكرية التي غيبت دور المثقفين والعلماء وورثت الجهل والتخلف والتقليد وسببت العزلة عن الذات والالحاق بالآخر.
2 - ان رباط العلماء والمثقفين هو رباط فكري جهادي يحتاج الى الاعداد الشامل والموازي للاعداد العسكري والمادي ومن متطلبات الحرية والبعد عن الهيمنة.
وكذلك طلب المشورة من اهلها المؤهلين القادرين على القيام بها وهذا لا يتم الا بالاعداد الهادف لهم وفق خطة وطنية تشارك فيها المؤسسات والهيئات العاملة وفتح قنوات التوصيل للاداء الفاعل لهم. ان توفير الخطط والاجواء لمثل هذا الاعداد يذكرنا باقتراح الامام محمد عبده رحمه الله لاستاذه الشيخ جمال الدين الافغاني بضرورة العمل على اقامة مؤسسة فكرية في مكان بعيد عن استبداد المستبدين تصاغ فيها عقول المجاهدين على جبهة الفكر.. الخ وهذا دليل على اثر الاستبداد في صنع التشوهات الفكرية التي تعاني منها مجتمعاتنا المعاصرة ومنها ما نراه وتسود به صفحات بعض الصحف المتداولة في عالمنا العربي.
مناهج دنلوب
3 - الاصلاح التربوي الشامل الذي يلتزم بفلسفة تربوية متكاملة تحكم الفكر والسياسة التربوية الهادفة والمنبثقة من فكر الامة وعقيدتها وتعد القيادات اللازمة لكل مواقع المسؤولية وتحكمها منظومة قيمية شاملة توجه السلوك العام بهديته والتزام.. ان الانظمة العربية التربوية المعاصرة هي انظمة غربية فلسفة وفكرا ومنهجا ، ومخرجاتها لا تحقق غايات الامة ومقاصدها ، ان فلسفة مناهج دنلوب البريطاني التي صاغها لمصر والعرب هي السائدة اليوم في جميع المعاهد والجامعات العربية.
4 - الوعي بآثار أسافين رباعية التآمر على الامة:
اجتاحت الامة موجات متتالية من الغزو والاجتياح والهيمنة في العصور الاخيرة وصنعت واقعا تتجرعه الامة كلها اليوم. هذا الواقع الذي افقد الانسان القدرة على التمييز بين ذاته والآخر وسادت ثقافة الضياع والتيه وتمت الاحاطة بكل مقدرات الامة العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية
التحصين
وللخروج من هذه الشرنقة الخبيثة لا بد من ان نعي اسباب هذه الحالة وان نتحصن ضد شراكها ومراميها والتي أجملها بالآتي:
أولا: دراسات المستشرقين التي شوهت صورة الامة وحضارتها عند ابنائها واعدائها على حد سواء والتي جعلت من تاريخها صورا لتاريخ اشخاص لا صورة حضارة سادت العالم وعلمت البشرية مفهوم القيم الانسانية وابعادها.
ثانيا: ادوار المبشرين الذين احلوا الفكر المادي العلماني محل فكر الامة وعقيدتها وصنعوا قيادات نابت عنهم في الحفاظ على فكرهم ومصالحهم وثقافتهم.
ثالثا: آثار المحتلين المستعمرين الذين قسموا الارض والعقل سواء بسواء ونهبوا الثروات وبددوا الطاقات ودعموا الاستبداد وشجعوا الفساد فأذلوا الشعوب.
رابعا: تخريبات الماسونية والصهيونية العالمية حيث أداروا من خلالها شبكات التجسس والتآمر على الامة والافراد والجماعات والتي مكنوا لليهود من خلالها احتلال فلسطين واجتياح معظم البلاد العربية والاسلامية.
5 - ان علاقة المثقفين الحقيقيين بالسلطة والسياسة العامة والخاصة في البلاد العربية علاقة مأزومة ومشبعة بالابعاد والاهمال والتهميش. فالمثقف الحر يجد نفسه في حالة سباحة ضد التيار ، وان المنافقين والعيابين المتكسبين ، اغلقوا الابواب على المصلحين وزينوا للاستبداد والفساد والتسلط.
ان ازمة الامة اليوم هي ازمة فكرية وأزمة هوية وانتماء ، ازمة حرية ووعي لما يجري ويراد لهذه الامة ، وواجب المثقفين المخلصين الذين ينتمون لحضارة الامة وهويتها تفحص مواقع اقدامهم وتسديد مساراتهم واتجاهاتهم.
- مفكر اسلامي ـ رئيس مجلس النواب الاسبق
ترامب .. دومينو الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة انهيار العالم
الأردن يفتتح مستودعات استراتيجية لتعزيز الأمن القومي .. فيديو
افتتاح متحف الحصن للتراث الشعبي
السلط يفوز على الرمثا ببطولة الدرع
الحوثيون يعرضون مشاهد لإسقاط مسيّرة أمريكية .. فيديو
ترحيل أي عامل غير أردني مخالف مطلع العام المقبل ولا تراجع
جيش الاحتلال يُنذر بإخلاء مبانٍ في ضاحية بيروت
حكيم يرد على شائعة القبض عليه بذكاء
سامر المصري: تحولت من مصري إلى سوري في هذا الفيلم
استمرار تأثير منخفض البحر الأحمر على المملكة السبت
هيفاء وهبي تعود للمنافسة الرمضانية بعد غياب 6 سنوات
العدل الأمريكية تتهم 3 أشخاص في مؤامرة إيرانية لاغتيال ترامب
هشام غيث يفوز برئاسة نادي الجزيرة
موسم زيتون صعب في الأردن وارتفاع سعر التنكة .. فيديو
مهم بشأن رفع الحد الأدنى للأجور
إيقاف ملحمة شهيرة في العاصمة عمان عن العمل
الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية الشهر المقبل
مواطنون في منطقة وادي العش يناشدون الملك .. تفاصيل
أمطار وكتلة هوائية أبرد من المعتاد قادمة للمملكة .. تفاصيل
أم تستغل ابنتها القاصر بالعمل مع الزبائن
توضيح من الضمان بشأن رواتب تقاعد الشيخوخة
وظائف شاغرة بالجامعة الأردنية .. تفاصيل
أمطار غزيرة وعواصف رعدية وتحذيرات من السيول
قرارات مهمة من وزارة العمل .. تفاصيل
إدارة الجونة تتخذ قراراً بشأن إطلالات رانيا يوسف الجريئة
دائرة الأراضي تطلق خدمة إلكترونية جديدة .. تفاصيل