التقصير

mainThumb

22-02-2008 12:00 AM

ليس امرا عاديا ان يندلع حريق في مستشفى ، فما بالك اذا كان هذا المرفق الصحي يقدم العناية لنساء خضعن لعمليات قيصرية او لاطفال خدج ، كما هو الحال في مستشفى الاميرة بديعة باربد الذي اندلعت فيه النيران مساء امس الاول.

والناس يذهبون في كثير من الاحيان الى المشافي بسيارات الاسعاف ، وليس من الطبيعي ان تنقلهم هذه السيارات من المشافي الى اماكن اخرى لتلقي العلاج،

فاذا اصبح المستشفى مكانا للاصابة بالحروق والجروح والصدمات فاين يذهب الناس في حال تعرضهم للمشاكل والنكسات الصحية؟،

لا نريد ان نستبق التحقيق في ملابسات ما حدث في مستشفى الاميرة بديعة ، ولكن ما وقع امر جلل ويعكس خللا خطيرا في اجراءات السلامة العامة والصيانة والمناوبة الليلية في هذا المستشفى.

ولولا عناية الله ومن ثم اهتمام جلالة الملك ورئيس الوزراء والدفاع المدني وبلدية اربد لحدثت - لا قدر الله - كارثة كبرى قد تتضاءل معها بعض الاحداث الاخرى التي هزت المجتمع في الآونة الاخيرة مثل حادث الحافلة الذي اودى بحياة ما يقرب من عشرين شخصا.

ان التحقيق في هذا الحادث يجب ان يصل الى نتائج محددة وان يوضح جوانب التقصير التي حدثت لا ان يتوقف عند امور عامة او ان يلقي بالمسؤولية على مجهول.. فمن وضع هذه التمديدات الكهربائية التي ادت الى التماس الكهربائي؟ وهل يجوز ان ينتقل حريق من طابق المستودع الى طوابق المرضى والمواليد الجدد وبسرعة البرق؟ الم يسمع مسؤولو المستشفى بالعزل بين الطوابق؟ واين الصيانة الدورية لمرافق المستشفى؟ وهل يعقل ان تمتد النيران بهذا الشكل في مرفق صحي دون توفر اجهزة الاطفاء ومقاومة الحريق؟ وهل تمت عمليات صيانة واختبار لهذه الاجهزة ان وجدت؟ واين المناوبة الليلية التي كان يجب ان تنتبه للحادث لحظة وقوعه فتطوقه قبل ان يتفاقم؟،

انه من غير المقبول اطلاقا السكوت على هذا الامر الذي ادى الى تشريد 37 طفلا خداجا والعديد من النساء على مشافي محافظة اربد في تلك الليلة التي انخفضت فيها درجة الحرارة الى حدود الصفر. فالاردن الذي يفاخر الدنيا باهتمامه بالانسان وبرعايته وحمايته والمحافظة على حقوقه لا يمكن ان يقبل احد فيه «لفلفة» هذا الموضوع او تسجيل القضية ضد مجهول.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد