قصاصة غيمة

mainThumb

23-03-2008 12:00 AM

أحسّ أن (شتاء) هذا العام قد ضحك علينا بمعنى الكلمة، مرّ مروراً روتينيا على المزاريب وعلى الأودية اليابسة، دوّن بعض ملاحظات العطش على قصاصة غيمة، استمع إلى شكاوى العشب، ثم غادر من غير ان يتخذ أي إجراء جاد،لقد تصرف معنا نحن عشاق المطر كما يتصرف مسؤول أمضى ثلاثين عاماً في الوظيفة بمنتهى الملل والاستخفاف وضيق الصدر..

هذا الشتاء تحديداً مش خاش مخّي لقد مثّل دوراً باهتاً على خشبة الوقت،أنهى وصلته من غير نفس ثم وقف في طابور الفصول خلف زميله الخريف منتظراً دوراً جديداً في عام جديد.. تماماً مثل الأطفال الذين يقفون خلف دواليب سحب اليانصيب، مهمّة بسيطة وبريئة -تؤدى بمنتهى الاستخفاف - ومع ذلك تتوقف عليها آمال الملايين..

لم أهرب هذا العام من تحت الدلف ولم اقع تحت المزراب ، لم أكسر القناة الرئيسية التي تغذي صحن الحاكورة، ولم أسمع عبارة الشارع على عرضه ..ولم استقبل قطّة هاربة بعد منتصف الليل..ولم استهلك برميلي الأول من الكاز..

بصراحة أكثر،يحزنني منظر الصوبات وهن يتحضّرن لسبات صيفي طويل، يغطين بأكياس سوداء مثل الأسيرات ثم يقدن الى مكان معلوم فوق السدّة أو تحت بيت الدرج ..تحزنني صوبة الفوجيكا تحديداً لأنها لم تفرح بعد بالفتلة الجديدة..ولم تجرّب طويلاً طعم الكاز المحرّر ..حتى المحقان المقلوب والمرمي في زاوية الصالون يشبه كثيراً خوذة جندي مهزوم... الستر، الجاكيتات الثقيلة، الجوارب الصوفية، اللفحات، والبلايز جميعها عقدت في عتمة الخزانة اجتماعاً طارئاً وتبادلن الحديث عن خيانة فصلية قام بها الشتاء هذا العام نكاية بالصيف..

هذا الشتاء لم يكن فصلاً حقيقياً ..بل كان مشهداً ملفقاً من بعض الغيوم..

ahmedalzoubi@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد