بسم الله .. من جديد !! .
كانت التجربة قاسية وكان الإمتحان صعباً ولكن الله قدّ?Zر ولطف .. وإن هذه هي الحياة : إنها متاع الغرور وإنها ضعف وقوة وإنها صعود وهبوط وإن الإنسان لا يعرف قيمة العافية وعلى أنها نعمة ما بعدها نعمة إلا عندما يبدأ المرض يعضه بأنياب متوحشة وعندما تسْترِق وتستدقُّ روحه ويعود إلى بداية الطفولة عندما كان يشعر وكأن الدنيا كلها بين يديه عندما تمر كفٌ حنون على شعر رأسه أو عندما يصله صوت صديق حبيب عن بعد يقول له : لا تطيل الغيبة علينا نحن في إنتظارك !! .
لا أقسى من أن يصبح الإنسان نهباً للهواجس .. ولقد تذكرت وأنا ممدّ?Zدٌ على لوح الإختبارات حادثة تعود لبدايات عقد ثمانينات القرن الماضي : كان إبني الأكبر بشار في الثانية والنصف من عمره وكان إبني الأصغر نزار إبن أربعة أسابيع فقط .. ذهبنا معاً في يوم عطلة إلى منتجع على طريق الدامور إلى الجنوب الغربي من بيروت .. وهنا فإنني لا أعرف ما الذي جعلني أذهب إلى بركة للسباحة كانت مغلقة .. لم يكن هناك أحدٌ .. وعندما وقفت على حافتها إنزلقت قدمي وسقطت فيها فاقد الوعي ربما لثواني قليلة فقط ..
فماذا رأيت في هذه الثواني القليلة ..؟ .
رأيت زوجتي وهي تعود بطفلي إلى بلدي الأردن وهي موشحة بالسواد وتبكي بصوت مخنوق ..والطفلان يبحلقان في وجهها وهما لا يعرفان ما إذا كانت تلاعبهما أم أنها كانت في حالة من يمضي في طريق لا يعرف ما هي نهايته .. إنهما حتماً لا يدركان أنهما أصبحا بلا أبٍ وأن عالما رهيبا بات يعيشانه منذ أن ذهبت معهم إلى ذلك المنتجع روحاً وجسداً وعدت جسداً بلا روح .
كان الإختبار صعباً .. لكنها رحمة الله .. وأحمده جلّ?Zت قدرته أنه قدّ?Zر ولطف وأنني إذْ نجحت في هذا الإختبار العسير فإنني أجد أنه واجب عليّ?Z أن أتوجه بأكثر من الشكر الجزيل إلى القلب الطيب الذي يتسع للأردنيين كلهم .. إلى جلالة سيدنا عبدالله بن الحسين المعظم الذي لقربه من أبناء شعبه يجعل كل واحد منهم يشعر حتى في لحظات اليأس أنه ليس وحده وأن الله معه طالما أن قائد المسيرة هو هذا القائد العظيم الذي لا يغمض له جفن ولا تخفى عليه لا شاردة ولا واردة في متابعة شؤون وشجون شعبه الذي يبادله الحب ويضعه في حدقات العيون .
الشكر الجزيل للأخ الكبير زيتونة الأردن العتيقة الوارفة والمورقة والمعطاءة دائماً دولة الأستاذ زيد الرفاعي أبو سمير الذي كان صـوته يزورني في أقسى الساعات التي مرّ?Zت بي في مستشفى كينكز كوليج في لندن وكان في كل مرة يزودني بالفرح والعزيمة ويجعلني أشعر بأنني ليس وحدي بين الأنابيب وفي أفواه الأجهزة العملاقة .. في الغرف الباردة والفراغات الموحشة ووسط همهمات وهمسات الأطباء والممرضين .
الشكر لكل الأصدقاء .. الأصدقاء الذين كنت أشعر أن قلوبهم تطوف حولي كطيور الجنة بينما كنت أشعر أنني معلق بين السماء والأرض .. الشكر لدولة رئيس الوزراء الأخ العزيز نادر الذهبي ولمعالي رئيس الديوان الملكي الدكتور باسم عوض الله ولنشامى الديوان الهاشمي العامر .. الشكر للأردنيين الذين أحسوا بغيابي فسألوا وتساءلوا عني .. الشكر لكل أردنية رفعت كفيها نحو السماء .. وسألت الله أن يمكنني من إجتياز إمتحانٍ كان خطيرا بالفعل !! .
الشكر للأطباء الأردنيين المبدعين واحداً .. واحداً .. وأخص بالمزيد من هذا الشكر الأستاذ والعالم عبدالله العبادي والدكتور زياد شرايحة والدكتور خليفة العمري والدكتور نضال حمد والدكتور ميسرة علقم .. والشكر للعلامة الكبير العبقري على مدى العالم كله والذي يشهد له الغرب والشرق البروفسور غلام المفتي الذي جاء من الباكستان إلى بريطانيا طالباً يحمل روح الشرق وكوابيسه ومخاوفه إزاء أوروبا المتفوقة ولكنه قطع المسافات بسرعة وأصبح من كبار المبدعين في عالم صعب هو عالم الدم الذي لا حدود له ولا نهاية .
كانت فترة لمراجعة الذات .. وكانت ليالي مستشفى كينكز كوليج طويلة .. طويلة وبلا نهاية .. وكان أكثر ما يرعبني أن أسمع جلبة الممرضين يهرعون إلى إحدى الغرف المجاورة ويمضون ساعات وهم يدفعون الموت بعيداً عن مريض لم يأت أجله بعد .
يسْحبُ الليل نجوماً ضُلّ?Zعاً
وبعينيّ?Z إذا نجمٌ ط?Zل?Zعْ
كنت في ساعات الضعف أردد هذه الأبيات لشاعر بدوي :
إنْ ساءلكْ عنـيِّ من الحيْ حسّ?Zادْ
قلْ لـُهْ قويُّ الحيــل عالـْمِعْنقية
وإنْ ساء?Zلك عنيِّ من الحي ودّ?Zادْ
قلْ لـُهْ كِف?Zاكْ الشّ?Zرْ حالـُهْ رِديّ?Zهْ
بعد مراجعة طويلة للذات إزددت قناعة بصحة مواقفي الأردنية فهذا البلد يستحق أن يوضع في سويداء القلب وأن توهب له كل الحياة وأن نبقى حراس قلعته المتينة .. وإزددت إيماناً بالقضية الفلسطينية العادلة وبأن الشعب الفلسطيني هو أقرب الأشقاء وأعزهم وأحبهم وبأن خط الإعتدال هو الخط الصحيح وأن أكبر ظلم لحق ويلحق بهذا الشعب العظيم هو أن قضيته المقدسة فعلاً حوّ?Zلها البعض .. بعض الذين يعتبرون أنفسهم أهلها إلى مادة إتجار في أسواق النخاسة العربية وغير العربية .
إزدادت قناعتي بأنه لا يمكن أن يكون عربياً مخلصاً من لا يخلص للأردن فالعروبة الصحيحة بالنسبة للأردني تبدأ بهذه الأرض التي ليس للأردنيين أرض غيرها .. إزدادت قناعتي بالمضي على الطريق الذي سرت عليه وأن أعطي كل ما تبقى من العمر .. لهذا الوطن .. ولهذا الشعب الطيب .. ولهذه القيادة العظيمة قيادة عبدالله بن الحسين .. أطال الله عمره وكلأه بعين رعايته .. وبسم الله .. أبدأ من جديد.
2500 باحث بالجامعة الأردنية و15% أبحاث ضمن الأفضل عالميًا
أنشطة وفعاليات متنوعة في عدد من الجامعات
الأمم المتحدة: جهود مكثفة لوقف إطلاق النار في لبنان
20 مليون دينار لإنهاء أزمة الصرف الصحي غرب إربد
حزب الله: 100 قتيل و1000 جريح بصفوف الاحتلال الإسرائيلي
البرلمان العربي يدين تصريحات وزير إسرائيلي بشأن الضفة الغربية
حزب الله: المناورة البرية الإسرائيلية جنوب لبنان مصيرها الفشل
كيفية تفعيل وضع الطائر الطنان في واتساب لتغيير الأيقونة
البرلمان الأردني: صورة الوطن وتحديات الديمقراطية
ولي العهد يبحث التعاون بين الأردن وصندوق المناخ الأخضر
مشجع عراقي يستقبل رئيس مشجعي الأردن بالبصرة .. فيديو
نقابة الأطباء تكشف مخالفات خطيرة بقطاع التجميل غير المرخص
ولي العهد يؤكد ضرورة تعزيز الاستجابة الدولية لأزمة غزة
إيقاف ملحمة شهيرة في العاصمة عمان عن العمل
توضيح من الضمان بشأن رواتب تقاعد الشيخوخة
تحذير لمالكي السيارات الكهربائية .. تفاصيل
السفارة الأردنية في واشنطن تعلن عطلة رسمية الإثنين المقبل
الأميرة منى الحسين تؤدي مناسك العمرة
زيت الزيتون .. موسم جيد ومواصفات دقيقة واستقرار سعر التنكة .. فيديو
الأرصاد: عودة الأمطار الرعدية إلى المملكة بهذا الموعد
امتحان تنافسي بالداخلية والصحة والزراعة والأوقاف والصناعة .. أسماء
بشرى سارة للأردنيين الراغبين بحضور مباراة النشامى والعراق
من هي صاحبة شخصية دونا في مسلسل العميل
وظائف شاغرة في التربية .. تفاصيل
إغلاق محطة محروقات وتحويل 19 أخرى إلى النائب العام