لا لرفع أسعار المحروقات

مقال عربي

لا لرفع أسعار المحروقات

16-08-2007 12:00 AM

بداية نتمنى على الحكومة....أن لا تقوم برفع أسعار المحروقات لا هذا الصيف ، ولا العام المقبل ، لما لهذه الزيادة من آثار وتداعيات خطيرة جدا على كافة المواطنين ، وبالأخص ما تبقى من الطبقة الوسطى والفقراء ، فليس سرا ، أن الزيادات الباهظة التي فرضت خلال عام 2006 ، ادت إلى زيادة معاناة المواطنين ، بعد ن شملت كل شيء بدءا من السلع والخضار والفواكه والخدمات والماء والكهرباء ، مرورا بأجور النقل والمواصلات ، حتى الأجور الطبية والأقساط الجامعية والمدرسية ، وكادت أن تصل إلى الهواء الذي يتنفسه المواطن ، وخطورة هذه الزيادات أنها لم تتوقف عن حد معين ، وبقيت في تصاعد مستمر ، ولم تفلح استغاثات المواطنين ، ومطالبات النواب ومؤسسات المجتمع المدني والصحافة ، في دفع الحكومة إلى التدخل لوقف هذه الارتفاعات غير المبررة ، والتي شوهت حياة المواطنين ، وأدت إلى ضرب الطبقة الوسطى ، وزيادة عدد الفقراء ، وانتشار الجريمة والسرقة والعنف ، والاحتقان الاجتماعي ، والحقد الطبقي.... وضرب بنية المجتمع المدني وخلخلة بنيانه ، في ظل حرمان لا يتوقف ، وأمراض تتناسل تهدد استقراره ، وتهتك عفته....
جل ما فعلته الحكومة تشكيل لجنة عليا للأسعار ، وهذه اللجنة فشلت حتى الآن فشلا ذريعا ، فهي وإن تنبأت "بتسونامي" الأسعار ، إلا أنها لم تستطع أن تلجم هذا الإعصار ، وبقي الحيتان ولا يزالون هم المسيطرون على حركة السوق ، وعلى الاسعار.
يؤلمنا أن الوقائع تؤكد ان الحكومة ماضية في سياسة رفع أسعار النفط ، وما نشرته أكثر من صحيفة ، بأن الحكومة قدمت 200 مليون دينار ، إضافية كفروق أسعار ، بعد أن وصل سعر البرميل 70 دولارا ، بالإضافة إلى 100 مليون دينار ، فارق أسعار الإعلاف المدعومة....هذه الأخبار ، التي تسربت للصحافة عمدا تشكل تمهيدا وروافع للقرار ، والذي على ما يبدو دخل مرحلة النقاش للتنفيذ ، واختيار المواد المرشحة للرفع في المرحلة الحالية ، وهي الكاز والديزل ، وبزيادة تتراوح ما بين 25و15 بالمائة ، حيث لا يشعر المواطن في أشهر الصيف بوطأة هاتين المادتين.
لا نريد أن نخوض في قدرة الحكومة على اجتراح البدائل للتعويض عن هذا النزيف المستمر في الموازنة العامة ، ولكن نسأل ونتساءل.
لماذا لا تقوم بفرض ضرائب على المتعاملين بالبورصة؟؟ ولماذا لا ترفع رسوم بيع العقارات؟؟ ولماذا لا تقوم بإعادة النظر في الضريبة المضافة على البنوك والشركات المالية..؟؟ولماذا لا يتحمل الاغنياء النصيب الاوفر من هذه الزيادات ، ما دام نصيبهم من الدعم يعادل خمسة اضعاف الفقراء؟؟.
أسئلة كثيرة نتمنى على الحكومة أن تلجأ إليها للتعويض عن الخسارة في الموازنة ، قبل أن ترهق المواطنين بأسعار جديدة ، لم يعودوا قادرين على قبولها والتسليم بها ، بعد ان وصل سكين الاسعار الى العظم.

Rasheed_hasan@yahoo.com