عن الخبر الذي أثار جدلاً؟.

mainThumb

11-08-2007 12:00 AM

مرة اخرى اعود لتناول اجتماع (الرويال) الذي عقدته شخصيات سياسية الاسبوع الماضي, لغرض قيل انه يهدف الى اقامة تيار سياسي او جبهة. وما يدفعني الى ذلك سببان. الاول: ما سمعته من سوء فهم للخبر الذي نشرته »العرب اليوم«, خاصة عنوان الخبر الذي وصف الاجتماع بانه (لمواجهة الاسلاميين). واذا كنا قد نشرنا الردود التي توضح بان الاجتماع ليس موجها ضد الاسلاميين, فاننا كصحيفة نضيف بان الغرض من النشر كان مهنيا ومحايدا ويأتي في اطار اهتماماتنا الدائمة بالحراك السياسي وخاصة في كل ما يتعلق بايجاد تيارات وسطية قوية.

اما السبب الثاني: التوقف امام ردود الفعل التي اثارها الاجتماع وخبر »العرب اليوم« عنه. وهي ردود فعل تحسب للاجتماع وللمجتمعين وهو ما يفترض ان تكون صحيفتنا محل ثناء وليس الهجوم والاتهام. ذلك ان الصحيفة انفردت بالنشر عنه, ولولا ذلك لكان مثل اجتماعات كثيرة سبقته لم تتوقف عندها الصحافة, كما ان الطريقة المهنية, الباحثة عن (ما وراء الخبر) جعلت منه حدثا, اصبح محل اهتمام الاوساط والدواوين السياسية على مدى الايام السابقة.

لقد اظهرت ردود الفعل على اجتماع الرويال بان مسألة تشكيل جبهة او جبهات وسطية واسعة, مهما كانت الشخصيات المنظمة, تُستقبل بالاهتمام بين اوساط الفعاليات الشعبية بمختلف مواقعها, ولقد تجسدت ردود الفعل الاخيرة بحلقات نقاش عفوية بين الاردنيين في المناسبات الاجتماعية المختلفة.

بعض من حضر اجتماع الرويال, قال بان الغرض ليس انشاء حزب وانما الحوار حول فكرة عقد مؤتمر وطني. وآخرون ممن لم يحضروا علقوا بالقول بان الاردنيين عشائريون لا يكترثون بالاحزاب ولا ينجذبون اليها لأن هموم المواطن هي غير هموم النخبة. وسمعت ابناء عشائر يدافعون عن فكرة انشاء احزاب وسطية مؤثرة تضم تمثيلا وطنيا من الشمال الى الجنوب. وقال آخرون بان (لا فائدة) من الحديث في كل هذا لان البلد لا تحتمل الاحزاب ولا تريدها.

ان هذا احد اهم ادوار الصحافة ومهماتها الوطنية وهو القاء الضوء على الاخبار التي تتخذ طابعا عاما ووضعها في دائرة النقاش بين اوساط الرأي العام. إما بهدف نشر المعلومة بين اكبر عدد من المواطنين او من اجل اثرائها بالنقاش والافكار التي توضع على طاولة المهتمين او اصحاب القرار, وفي عصر الاثير المفتوح والاعلام المعولم لم يعد دور الصحافة نشر الاخبار فقط, لان الحقيقة هي فيما وراء الخبر, وهنا يكون مجال واسع للتحليل والاجتهاد ونشر الاراء المتعددة بحسب اختلاف مصادرها. ومن الطبيعي في اطار ذلك كله وجود هامش للخطأ كما ان هناك هوامش كثيرة للاراء التي تساهم في خدمة الحقيقة ونشر الاخبار من اكثر من زاوية.

مرة اخرى, اجزم بان الاردنيين شعب متعطش للسياسة قادر على اقامة تيارات تعددية تترجم الحاجة الى مجتمع مدني قائم على القانون وفكرة العدالة. اما عدم انتظام الاردنيين في عشرات الاحزاب القائمة فقد يكون تعبيرا عن حالة عزوف عن الاطر القائمة وليس عن الفكرة, وقناعتي ان خطوة الانتقال بالبلد الى مرحلة (المجتمع السياسي) هي مهمة الدولة, واداتها الى ذلك القوانين والنظم والاطر التي تجذب الناس للمشاركة. والى ان يتحقق ذلك فان دور الصحافة الذي لا تحيد عنه هو ان تكون منبرا للحوار, والمثابرة في نشر كل ما يؤكد باننا شعب حي, من هنا سنكون حريصين على متابعة كل حدث او حراك يثري حياة البلد السياسية ويجدد دماء الدولة وحيويتها ونشاطها.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد