من تلفزيون الغد إلى الألعاب النارية .. تعطيل للاستثمار وانتهاك للمشاعر

mainThumb

06-08-2007 12:00 AM

كسل المسؤولين وصل الى معدلات قياسية وتجاهل غير مسبوق لمصالح الناس لم اشعر ان البيروقراطية الادارية ثقيلة وكسولة الى هذا الحد كما هي في زمن الحكومة الحالية. فلم يعد هناك من اوصاف يمكن اطلاقها للتعبير عن مدى التروي في آليات اتخاذ القرار الحكومي.
ما يجري مع تلفزيون »atv« واحد من الامثلة الصارخة على ما نقول. المحطة التلفزيونية الخاصة الاولى التي كان مقررا ان تنطلق منذ اسبوع تقريبا يجري احباط انطلاقها بزعم انها لم تستكمل الاجراءات الفنية المطلوبة لمباشرة البث وتمر الايام والجهات المعنية تتلكأ في الرد على ادارة المحطة من دون احترام لجهد العاملين او تقدير لحجم الخسائر التي يتكبدها المستثمرون.

في قضية »atv« ملاحظتان تبعثان على القلق:

الاولى: هذا الاستهتار الحكومي بالاستثمار الذي يقدر بالملايين واللافت أنه في مناسبات سابقة كانت الجهات الرسمية تطوع القوانين لتسهيل الاجراءات على المستثمر كي لا يهرب الى البلدان المجاورة بينما نجد الحكومة ممثلة بهيئة المرئي والمسموع تتذرع بحجج واهية لتعطيل مشروع استثماري يشغل عشرات الشباب الاردنيين فأين العبرة فيما يحدث ولماذا لا ترتفع الاصوات المدافعة عن حقوق المستثمرين في حالة الـ »atv«؟!

والملاحظة الثانية: تتعلق بموقف الحكومة الحقيقي من حرية الاعلام في الاردن فلو كانت الجهات الرسمية جادة فيما تدعيه من رغبة في »فتح الفضاء الاردني« ودعم حرية الاعلام لما لجأت الى الاساليب العرفية لتعطيل بث محطة تلفزيونية مستقلة. خاصة وان ما يتردد من معلومات نقلتها مصادر رسمية تفيد بأن السبب الحقيقي لتأخير بث المحطة لا علاقة له بما هو معلن من تصريحات رسمية.

ويمكن ان نشير ايضا الى مثال على تجاهل الحكومة لحقوق الناس ومشاعرهم, فمنذ اسبوعين والصحف ومعها وسائل اعلام اخرى تنقل معاناة الناس من الالعاب النارية التي حولت ليلهم خاصة في عمان الى جحيم, ورغم كل هذه الشكاوى المرة والمطالب المتكررة بوقف المأساة لم يكلف مسؤول حكومي نفسه التعليق او الرد ولو من باب المجاملة لهذا الشعب المسكين لا بل ان الجهات الرسمية ما زالت تتمسك بتعليمات غير انسانية تسمح لمن شاء اطلاق العيارات النارية قبل العاشرة مساء وكأن صوت الانفجارات المدوية لا يكون مزعجا في هذا الوقت وتتجاهل تلك الجهات شواهد لا تحتاج الى جدال ان غالبية »الانفجارات« تدوي في سماء عمان بعد العاشرة وتستمر حتى اخر الليل من دون ان تتخذ اجراءات بحق مطلقيها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد