التيار الوطني الحزبي
ثمة إجماع على أنّ الساحة السياسية تعاني فراغاً حزبياً أنتج حالاً من اللاتوازن أعاقت تطور أدوات العمل الديمقراطي في البلد. وهنالك رأي وازِن يرد تجذّر الهواجس من الانفتاح السياسي إلى خواء المشهد الحزبي من تيارات تُنهي احتكار الحركة الإسلامية للعمل الحزبي الجماهيري المؤسساتي المنظم. ويربط كثيرون بين بروز تيارات توازن الحركة الإسلامية وبين إحداث تقدم حقيقي في عملية الدمقرطة المتعثرة.
حق لأيٍّ كان أن يحاول ملء هذا الفراغ. لكن مدى نجاح المحاولة يعتمد على قدرة أصحابها على إقناع الناس بجدوى ما يطرحون وبناء قاعدة شعبية تلتف حول رؤاهم وبرامجهم. إن نجحوا في ذلك أسهموا في تطوير العمل الحزبي. وإن فشلوا تبرز الحاجة لمحاولات أخرى تستفيد من الأخطاء وتقدّم طروحات مختلفة تملك مقومات للنجاح.
في هذا السياق تأتي مبادرة إنشاء التيار الوطني الحزبي التي يتصدى للترويج لها شخصيات سياسية تشمل رئيس مجلس النوّاب السابق عبد الهادي المجالي ورئيس الوزراء السابق فايز الطراونة وآخرون يقولون إنهم يلتقون على مبادئ عامة تشكل نواة لحزب برامجي جديد يستهدف بناء قاعدة شعبية والإسهام في ملء الفراغ الحزبي في البلد.
كثيرون حكموا على المحاولة بالفشل انطلاقاً من تجارب سابقة. إلاّ أن آخرين يرون أنّها تملك فرصة النجاح نتيجة لنضوج بيئة سياسية تدرك مركزية ولادة حزب جماهيري وسطي في جهود كسر الجمود في مسيرة الدمقرطة وتطوير العمل السياسي في البلد.
النجاح ممكن. لكن شروطه صعبة وتتطلب آليات عمل منهجية تتجاوز التعميم وتدخل في تفاصيل "الجديد" الذي يمثله التيار الوطني. العاملون على بناء التيار ما يزالون يصرون على أن ما يقومون به هو "فكرة" لم تتبلور بعد خطة عمل أو نظاماً داخلياً يشكل الأرضية التي يبنى عليها الحزب الجديد. وهذا مفهوم في سياق سعي حملة راية التيار الجديد تطمين الناس إلى أنّهم لا يطرحون أنفسهم قادة للحزب ولا يريدون الحزب وسيلة لإعادة إنتاج مستقبلهم السياسي. وفي الهجوم الذي يتعرض له "مروجو فكرة" التيار مؤشرات على الحاجة لإطلاق هذا التأكيد. بيد أن ردة الفعل على هذا الهجوم يجب أن لا تكون حيادية في تبني المشروع الجديد.
"الفكرة" تحتاج إلى آباء يتبنونها. ولا ضرر في أن يكون آباء هذه "الفكرة" الشخصيات التي أطلقت المبادرة الى حين نضوجها حزباً وحينذاك تعتمد الوسائل الديمقراطية في انتخاب القيادات الجديدة.
ولا مبرر ايضا لأن يكون هنالك أي استحياء في إعلان التيار سبيلاً للوصول إلى السلطة التنفيذية. فتولي السلطة التنفيذية حق, بل يجب أن يكون هدف أي حزب سياسي. عكس ذلك يكون الحزب جمعية ثقافية أو توعوية.
ولعل ما يسجّل للتيار الجديد أنه يقدم نفسه بما يسعى لتحقيقه لا بما هو ضده. فالساحة مليئة بالحركات والتيارات التي عجزت عن بلورة برامج أو طرح رؤى فاستكانت إلى سهولة تعريف النفس بالضد. وارتاحت هذه التيارات من عبء القيام بأي فعل ملموس إذ حصرت عملها في الشعارات. لكن الثمن الذي دفعته نتيجة ذلك هو انحصار عملها في محدودية البيانات التي لم يعد يقرأها أحد.
ما يحتاجه الأردن هو حزب يحمل فكراً وبرامج وآليات عمل. وإذا ما تناقضت هذه او اختلفت مع برامج أحزاب أخرى فلتتصارع البرامج والأفكار ديمقراطيا من أجل كسب تأييد الناس. فلا ضرر بأن يكون التيار الوطني الجديد، إن تبلور حزباً، ضداً للحركة الإسلامية ومنافساً لها على أصوات الناخبين. تلك هي السياسة. لا أحد يحتكر الحقيقة ولا تعرف الوطنية بمفاهيم حزب أو فئة. الإسلاميون يحملون فكراً سياسياً له مؤيدوه ومعارضوه. وثمة حاجة لفكر جديد يؤطر حزباً له مؤيدوه ومعارضوه.
لا ضمانات أن "الفكرة" الجديدة ستنجح في الصيرورة حزباً جديداً قادراً على كسر احتكار الإسلاميين للعمل الحزبي او إغناء الساحة بطرح جديد يحظى بقبول شعبي. لكن ذلك يجب أن يكون هدف الفكرة إن أرادت أن تقدم جديداً. ففي الأردن 34 حزباً. لكن لا قاعدة شعبية إلاّ للإسلاميين. تُصدر هذه الأحزاب البيانات وتتخذ المواقف. إلا أنها لا تستطيع الوصول إلى البرلمان أو قيادة تغيير حقيقي في المجتمع. لا ينتقص ذلك من حق هذه الأحزاب في العمل. لكنه يؤكد أن لا تأثير لأي عمل حزبي إلا إذا كانت له قاعدة شعبية.
وفي السياق ذاته، فإنّ في الحكم المسبق على "فكرة" التيار بالفشل استباقا للأحداث وتنكرا لحق أيّ كان في أن يسعى لملء الفراغ الحزبي. وبالنهاية فإنّ غداً لناظره قريب. والأمور بخواتيمها. ولا ضرر لأحد في أن تأخذ المحاولة الجديدة مداها. الضرر هو في وأدها قبل أن تأخذ فرصتها في النضوج.
ترامب يدعو لتعليق قانون يتعلق بـ تيك توك
الأمطار تُغرق خيام النارحين بغزة والمجازر المروعة تتواصل
سعر عيار الذهب الأكثر رغبة من المواطنين السبت
أمطار مصحوبة بالرعد في بعض مناطق المملكة .. تفاصيل الطقس
خالد الطوالبة ينهي كتابة روايته الجديدة "مازن: حكاية حياة ونضال حتى النهاية…"
مسؤولون أميركيون: نشعر باطمئنان من طريقة حكم هيئة تحرير الشام
إيلون ماسك يظهر بالزي السعودي ما القصة .. صور
عقد اختبارات المسابقة الهاشمية لحفظ القرآن بالكورة
انفجار سيارة مفخخة أمام مسجد شرقي حلب
إصدار جدول مباريات دوقرا بدوري الدرجة الأولى
أول رد من حماس على مزاعم تواجدها بمستشفى كمال عدوان
ديوان المحاسبة يرصد مخالفات في وزارة العدل ومحاكمها
البحث العلمي :مفتاح النهضة وامل جامعة اليرموك في التقدم
ولي العهد ينشر مقطع فيديو برفقة إبنته الأميرة إيمان
قرار هام من الأمانة بخصوص المسقفات .. تفاصيل
هام لطلبة التوجيهي بخصوص الامتحان التكميلي
مهم بشأن قسط التأمين الإلزامي على المركبات
كتلة هوائية باردة تؤثر على الأردن في هذا الموعد
إعلان صادر عن مديرية الخدمات الطبية الملكية
إحالات إلى التقاعد المبكر في التربية .. أسماء
يارا صبري تلتقي والدها الفنان سليم صبري بعد غياب طويل
9 بنوك أردنية ضمن لائحة أقوى 100 مصرف عربي
توقعات برفع أسعار البنزين والديزل الشهر الحالي
وظائف شاغرة ومدعوون للمقابلات والامتحان التنافسي .. أسماء
أموال ممنوحة للأردن سُحبت للتأخر في إنجاز مشاريع
كتلة باردة تؤثر على الأردن اعتباراً من الخميس