الرئيس والمهمة الصعبة

mainThumb

17-08-2007 12:00 AM

أصعب المهمات في الدولة الأردنية هي مهمة رئيس الحكومة، فهو مسؤول عن كل خطاً يحصل في جميع أنحاء البلاد . يقول الرئيس الأسبق زيد الرفاعي أن رئيس الحكومة البريطانية سأله ذات مرة :أيهما أصعب، مهمة رئيس الحكومة في بلد كبير كبريطانيا أم في بلد صغير كالأردن؟ فكان جوابه أن مهمة الرئيس في الأردن هي الأصعب، لأن شعب الأردن يحمله المسؤولية حتى عن الكوارث الطبيعية وكميات المطر الساقطة، وربما كان يشير إلى ما يقال عن سنوات المحل في عهد رئاسة والده المرحوم سمير الرفاعي حيث قال الأردنيون في حينه سنة سمير لا قمح ولا شعير وكانت الزراعة وسـيلة العيش للأغلبية الساحقة من الأردنيين.

رئيس الحكومة مسؤول عن ماسورة ماء مكسورة في إحدى قرى إقليم الشمال، وعن سيخ شاورما في إقليم الوسـط، وعن قاطرة متدهـورة في إقليم الجنوب. وهو مطالب بتعويض المزارعين إذا ضرب الصقيع مزروعاتهم، أو إذا أحرقت الشمس محصولاتهم.

المفروض نظرياً أن رئيس الوزراء الأردني مسـؤول أمام جلالة الملك الذي اختاره والبرلمان الذي منحه الثقـة، ولكنه عملياً مسؤول أمام جميع فئات المجتمع من صحفيين ونقابيين ومهنيين ومزارعين ومصدرين. وعليه معالجة المرضى، وتدبير وظائف لأبناء الذوات .

الغريب في الأمر أن الأردنيين يرغبون في التغييرات الوزارية ويضغطون بهذا الاتجاه، حتى إذا حصل التغيير أعربوا عن خيبة أملهم، ووصفوا الحكومة الجديدة بأنها (عادية)، وكأن المطلوب شخصيات فذة من النوع الذي لا يتوفر في الأردن.

والرئيس مسـؤول عن إعطاء حكومته لوناً خاصاً، فهذه حكومة إدارة عامة وبيروقراطية، وتلك حكومة رجال أعمال وقطاع خاص، وثالثة حكومة الديوان، ورابعة حكومة أكاديمية، وخامسة حكومة أمنية واستراتيجية، والمقصود أننا جربنا كل ألوان الحكومات فلم يشف ما بنا على أن الاستقرار والاستمرارية خير من البدء من نقطة الصفر.

ليس بالإمكان إيجـاد رئيس يحظى بالإجماع ويرضي الجميع، لأن ما يرضي البعض يغضب البعض الآخر، فرضى الجميع غايـة لا تدرك، ولذا فإن كل محاولات كسب الشـعبية لا تجدي، ولا تطيل عمر الحكومة يوماً واحداً إذا جاء أجلها، وعليه فإن على الرئيس أن يأخذ القرار الصحيح الذي يخدم المصلحة العامة، رضي من رضي وغضب من غضب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد