رهان عباس - أولمرت الأخير

mainThumb

20-08-2007 12:00 AM

فيما تبقى من ولايته ، يسعى الرئيس محمود عباس إلى بلورة اتفاق للتسوية النهائية مع إيهود أولمرت ، مدعوما في ذلك بشدة من قبل بوش - رايس ، بلير - سولانا ، ومحور الاعتدال العربي ، وثمة من المعلومات ما يكفي للتأكيد على أن قنوات الحوار والاتصال والتفاوض ، السري منها والعلني ، ناشطة وسالكة في كلا الاتجاهين.
فسحة الوقت للوصول إلى اتفاق كهذا محدودة ، أقصاها كما تقول التقديرات أواسط نوفمبر القادم ، الموعد المقترح لانعقاد "الاجتماع الدولي" برئاسة رايس ورعاية بوش ، وخلال الأشهر الثلاثة القادمة ، من المفترض إن يتوصل عباس - أولمرت إلى حل "متفق عليه" لقضايا الحدود والقدس واللاجئين والمستوطنات والدولة والسيادة وغيرها ، وهو أمر ليس مستحيلا وفقا لصائب عريقات ، فالمواقف باتت معروفة والمسألة برمتها أصبحت معلقة بالقرار السياسي ـ التاريخي وليس بمزيد من الشرح والتوضيح والتفاوض والحوار.
وفقا للمصادر الفلسطينية - الإسرائيلية المتطابقة ، فإن فرق عمل وخلايا أزمات تعمل على مدار الساعة على مختلف المسارات: الحدود (تبادل الأراضي وأملاك الغائبين) ، اللاجئين وأحياء القدس والكيلومتر المربع الذهبي والمدينة القديمة والحرم فوق الأرض وتحتها ، إلى غير ذلك مما كان عناوين لمحادثات كثيفة شهدها منتجعا كامب ديفيد وطابا زمن باراك - عرفات - كلينتون.
الواضح أن المصير الشخصي لكل من أولمرت - عباس قد أصبح رهنا بنجاح هذه المحاولة أو فشلها.. فإذا كان التوصل إلى اتفاق يقبل به الفريقان أمرا مهما وبالغ الصعوبة ، فإن الأمر الأهم والأكثر صعوبة هو ترويج هذا الاتفاق وتسويقه على الفلسطينيين والإسرائيليين ، وإن أمكن التوصل إلى اتفاق يمكن بيعه هنا وهناك ، نجا أولمرت من فضائح فينوغراد (1 و 2) وتربص نتنياهو وسكاكين أنداده في كاديما وحليفه في الائتلاف إيهود بارك.
وإن أخفقت المحاولة ، أخفق محمود عباس وسقطت حكومة فياض ، وسقط معهما الرهان على "حشر حماس" في زجاجة مغلقة ورميها في قطاع غزة ، إذ عندها وعندها فقط ستكون السلطة والرئاسة بحاجة لمن هم أفصح من طاقم الإعلام الحالي في المقاطعة ووزارة الإعلام لتبرير هذا الحماس الفائض عن الحاجة للرهان على "كرم" الإسرائيليين ، لكأن القوم فقدوا ذاكرتهم ، ونسوا في حمأة الصراع مع حماس من هو العدو ومن هو الصديق؟
أشهر قليلة ، وتتضح نتيجة الرهان الكبير على "آخر الفرص وأكثرها جدية" ، والمؤكد أن اتفاقا مع الطاقم الحاكم في إسرائيل لا يمكن أن ينجزه سوى نوعين من القادة الفلسطينيين: قادة تاريخيون قادرون على تسويق أي اتفاق وحمله على أكتافهم العريضة ، وهؤلاء لم يتبق منهم أحد ، وقادة موظفون مص?Zم?Zمون للقبول بأي تسوية ، حتى وإن كانت نتيجتها عيشهم لبقية حياتهم في "منطقة خضراء" كتلك التي تستفيء بظلالها حكومة المالكي وأركان العهد العراقي - الأمريكي الجديد.
وإلى أن تتضح معالم التسوية (التصفية كما يصفها البعض) ، فإن من غير المرجح أن يتغير شيء في معادلات القوى الداخلية ، لا في فلسطين (الحوار الوطني) ولا في إسرائيل (انتخابات مبكرة) ، فالعودة لطرح هذه الأفكار والمبادرات تعني شيئا واحدا فقط: ضياع فرصة السلام ، والعودة لشعار: "ترتيب البيت من الداخل أولا".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد