جينز بمواصفات الصلاة

mainThumb

09-08-2007 12:00 AM

".. يرتدين سراويل الجينز الضيقة ويلبسن الأثواب والحجاب الملفوف بعناية. جيل من الشابات المسلمات في طريقهن للتوفيق بين مبادئ حضارتين يضعن بصماتهن على ثقافة الشارع الأوروبي ويؤثرن على الاتجاه السائد للموضة فيه.."
هكذا بدأت مقالة نشرتها صحيفة "الدوتشه فيلا"الألمانية رصدت ظاهرة طريفة في المجتمع الأوروبي ، حيث بدأ تأثير الحجاب الإسلامي يؤثر على خطوط الموضة النسائية في بلاد الفرنجة ، المقال الذي جاء تحت عنوان مثير هو: اللباس الإسلامي يجذب اهتمام عالم الموضة والأزياء في أوروبا ، يكشف عن مفارقة لافتة ، ففي الوقت الذي يُنظر للحجاب في بعض بلاد العروبة والإسلام باعتباره رمزا للتخلف والجمود والرجعية ، وربما التشدد والتطرف أيضا ، تستلهم دور أزياء أوروبية الزي الإسلامي لإثراء الأزياء الأوروبية.
المقالة الجميلة تعرض أيضا لتجربة خمس نساء مسلمات بعضهن من أصل هولندي قح في إصدار مجلة خاصة بالأزياء الإسلامية من العاصمة الهولندية روتردام ، لنشرها بين ما يزيد على مليون مسلم في هولندا ، ويشارك فى إصدار مجلة "ام.اس.ال.ام" عدد من الهولنديات ، تقول فيمكه ديكر المحررة بالمجلة التي تصدر بثلاث لغات هى الانجليزية والفرنسية والهولندية أن"الفتيات اللاتى أصدرنا معهن المجلة واقفات هناك وهن هولنديات لكن لهن اعتقاد دينى معين وبسبب اعتقادهن الدينى يرتدين الملابس بشكل خاص. لكن هذا لا يجعلهن أقل أناقة من أي فتاة أخرى فى التاسعة عشرة أو العشرين من العمر. أردنا أن نعرض الطريقة الجميلة التى يمكن أن تعيش بها الفتيات المسلمات اليوم بارتداء ملابس تتفق مع ارقى صيحات الازياء."
ضاقت الدنيا على آبائهن في الشرق ، حيث لوحقوا في معتقداتهم وأرزاقهم وكرامتهم ، فولوا وجوههم شطر الغرب ، وها هي بناتهم ، بنات المهاجرين المسلمين إلى أوروبا ليس فقط يعتنين باشتقاق أزياء إسلامية جديدة يزاوجن فيها بين الأناقة والالتزام بالزي الاسلامي ويسعين لمزج الأناقة المعاصرة مع خلفيتهن الدينية والعرقية ، بل إنهن ينقلن ثقافة الحشمة إلى بلاد الإباحية ، تقول فتاة باريسية مسلمة عن بصمات اللباس الإسلامي في الموضة الأوروبية "اتش اند ام وكل المتاجر الفرنسية أخذت خطوط أزيائنا" ، ولهذا أصبح تسوق الفتاة الأوروبية المسلمة لشراء الملابس الملائمة أكثر سهولة ، فالشابات المسلمات أصبح بمقدورهن شراء كل مستلزماتهن من الملابس من المتاجر الرئيسية إذا أردن ذلك ، وتقول أخرى: الأمر يتعلق بالتوفيق بين الملابس الذي أصبح أكثر سهولة لأنك ترى تأثير موضتنا على الخط العام للموضة ، فأنا مسلمة لكنني أيضا مهتمة بالموضة وأريد دمج كل هذه الأشياء ، و"تطبيقا" لوجهة نظرها ، ترتدي هذه الفتاة حجابا بنيا داكنا تلفه بعناية حول رأسها ورقبتها وقميصا لونه أزرق داكن وسترة بلا أكمام من قماش رمادي وتنورة تنسجم معها تصل الى الركبة فوق سروال من الجينز ، ولسراويل الجينز قصة هنا ، على خلاف ما نراه في شوارع عمان ، حيث الجينز الضيق الذي يكاد يتحول إلى مجرد طلاء ، ترتديه فتيات كجزء من "حجاب" مهجن ، فالجينز الأروربي هنا الذي ابتدعته بنات المهاجرين ، وأصبح سلعة مطلوبة للأروربيات العاديات ، وهو من تصميم شركة صنع الملابس الإيطالية تسمى "القدس" وهي مصممة خصيصا للمسلمات بقصة فضفاضة وكثير من الجيوب مما يجعل استخدامها أيسر أثناء الركوع والسجود في الصلاة وحفظ الساعات والحلي أثناء الوضوء.
وفي هذا الصدد تقول سوزانا كافالي مديرة الشركة وصاحبة هذه العلامة التجارية "لا يقتصر شراء سراويل الجينز على المسلمات وحدهن الان ، إنه منتج جيد في مجال الموضة في المقام الاول. وهذا يعني ان نطاق جمهورنا يتنامى"،، اللافت هنا أن وقتا ما سيمر قبل أن تعيد أوروبا المطعمة بثقافة الحشمة تصدير "بضاعتنا" إلينا في الشرق ، كي تُقبل فتياتنا على شرائها ليس بوصفها زيا إسلاميا طبعا ، بل بوصفها زيا أروربيا جديدا ، يجدر بنساء الشرق أن يلهثن وراءه. طبعا هذا حلم بعيد المنال ، لكنه يقدم نموذجا على حيوية الدين الاسلامي وقدرته على التكيف وهضم الآخر والتعايش معه والتأثير فيه إيجابيا ، أليست مفارقة حقا أن يزدهر هذا الدين في بلاد الغربة ، فيما يصبح غريبا بين أهله وفي مرابع صباه في سني الدعوة الأولى؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد