مساعدات أميركية لتعزيز عدوانية اسرائيل

mainThumb

17-08-2007 12:00 AM

مرة اخرى تؤكد الادارة الاميركية اليمينية المتصهينة بما لا يدع مجالا للشك او التأويل ، انها لم تتخل عن سياساتها الامبريالية العدوانية ضد الامة العربية ، وانها مصممة اكثر من أي وقت مضى على تنفيذ مشروعها الاستعماري الجديد المسمى "الشرق الاوسط الجديد" الذي لم يعد سرا انه يهدف الى تمزيق المنطقة العربية وتحويلها الى دويلات عرقية وطائفية ومذهبية ضعيفة ومتناحرة ، بحيث تتمكن اسرائيل من فرض نفوذها وهيمنتها وسلطانها على هذه المنطقة كونها الدولة الاكبر والاقوى التي لا يرد لها قول او فعل.
فبرنامج المساعدات العسكرية الاميركي الهائل وغير المسبوق الذي اعلن عنه وكيل وزارة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز في القدس المحتلة اول امس والذي قررت فيه واشنطن تقديم 30 مليار دولار لاسرائيل للسنوات العشر القادمة ، لدعم ماكينة العدوان الصهيوني العنصري ، هكذا بكل وقاحة ووضوح ، اي بزيادة 25 في المائة عن المساعدات العسكرية المعلنة لا الخفية في الاعوام الماضية ، الا الترجمة الفعلية والحقيقية للسياسات الاستعمارية العدوانية الاميركية ضد الامة العربية.
ولم يفت بيرنز ان يعلن ان هذه المساعدات تهدف الى ضمان تفوق اسرائيل العسكري على الدول العربية مجتمعة ، ما يعني وبكل وضوح ايضا ، وضع هذه الدول تحت جحيم الوصاية الصهيونية الاكثر شراسة وعدوانية واجراما وبطشا واستعدادا لابتلاع المزيد من الاراضي العربية ومصادرتها ورفع العلم الصهيوني فوقها وضمها للكيان الدخيل ما دامت مدعومة من الادارة الاميركية اليمينية الصهيونية ، سواء بالنسبة للدول العربية والاسلامية التي ترفض الدوران في الفلك السياسي الاميركي الاسرائيلي مثل سوريا وايران ولبنان - حزب الله - والاراضي الفلسطينية - حماس - والسودان والصومال او بالنسبة للدول العربية التي تسميها واشنطن الدول المعتدلة اي الدول التي تعرف جيدا ابعاد السياسات الاميركية في المنطقه ولكنها غير قادرة على المواجهة او الاعتراض او الاحتجاج ، وربما لا تريد ذلك اجتهادا منها بان واشنطن ستأخذ ذلك بعين الاعتبار وتتركها في حالها. غير ان واشنطن لا تفرق بين دول معتدلة واخرى متمردة او رافضة لسياساتها ما دام هدفها خلق "شرق اوسط جديد".
والغريب ان بيرنز وكيل وزارة الخارجية الاميركية لم يأت على ذكر السلام ولو بكلمة واحدة ، اللهم حينما ادعى ان المساعدات الاميركية العسكرية لاسرائيل هي استثمار من اجل السلام،، اذ لم يشترط عندما اعلن عن هذه المساعدات ، احراز اي تقدم في عملية التسوية او السلام ، اي ان مسألة التسوية غير واردة في الحسابات الاميركية ، اللهم الا في الرؤيا الكاذبة للرئيس الاميركي جورج بوش.
فهل بقي ثمة ما يمكن ان يقال عن الدور الاميركي المساند والداعم للعدوان الصهيوني على العرب والفلسطينيين والمسلمين غير فرض الوصاية الاميركية الاسرائيلية وتمزيق هذه المنطقه وفقا للمخططات الامبريالية الصهيونية،، وهل بقي ثمة متشكك في ان الادارة الاميركية تسعى لفرد سلطانها وفتح هذه المنطقة امام اللصوص الاميركيين والاسرائيليين لنهب خيراتها ومواردها واقتلاع هويتها وادخالها في العصر الاستعماري الاميركي الجديد الاكثر خطرا على هذه الامة حاضرا ومستقبلا،، ولكن ، هل فكرت الادارة الاميركية في ردة فعل الشعوب العربية والاسلامية على هذا العداء السافر والتمادي في سياساتها العدوانية المجرمة،، الم تضع في حساباتها ان هذه الشعوب العربية والاسلامية يمكن ان تنفجر مرة واحدة وتتصدى لها ولمشاريعها الاستعمارية مثلما حصل لمشروع حلف بغداد او تنبري لمواجهة اسرائيل ذراعها الشريرة في المنطقة العربية وتلحق بها هزيمة اكبر من تلك التي الحقها حزب الله بتل ابيب والمؤسسة العسكرية الصهيونية؟ ،
alabsi_ibrahim_mohd@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد