بين ميشيل .. وميشيل !!.

mainThumb

02-09-2007 12:00 AM

بينما العد العكسي بالنسبة للإنتخابات الرئاسية اللبنانية إزداد تسارعه بدأ المتصارعون ، الموالاة والمعارضة ، يلعبون مع بعضهم بعضاً لعبة البينغ بونغ الصينية المعروفة حيث بعدما يوجه أحد الخصمين كرة نحو مرمى خصمه يرد الطرف الآخر بكرة مباغتة .. وهذا وكل جهة تتمسك بمواقفها والأفق باقٍ على إنغلاقه والبلاد ذاهبة نحو الإنهيار والدّ?Zمار والحرب الأهلية .

ومع أن المفترض أن نبيه بري ، بصفته رئيساً لمجلس النواب ، هو حكم هذه اللعبة غير الودية بين اللاعبين إلا أنه ، ومن موقع الإنحياز إلى الحلف المحسوب على تحالف إيران وسوريا ، قد أطلق كرة قوية في إتجاه مرمى جماعة الرابع عشر من آذار ( مارس ) ، الذين يتهمهم أخصامهم بأنهم حلفاء الإستكبار الأميركي و الصهيونية العالمية ، جاءت في هيئة المبادرة التي كشف النقاب عنها يوم الجمعة الماضي في مهرجان ذكرى إختفاء الإمام موسى الصدر الذي يقول مُقلِّدوه وأتباعه أنه إختفى في الجماهيرية الليبية .

في هذه المبادرة التي وُصفت بأنها وضعت الكرة في ملعب جمـاعة الرابع عشر من آذار ( مارس ) لم يأت نبيه بري بأي جديد وهو قدّ?Zم تنازلاً لم يتنازل فيه ، في حقيقة الأمر ، عن شيء والفارق هو أن المعارضة كانت تحاول أكْل أخصامها بالساطور والبلطة وأصبحت تحاول أكلهم بالشوكة والسكين !!.

ملخص مبادرة نبيه بري ، المغلوب على أمره وغير القادر على الإفصاح عن قناعاته الحقيقية لأنه أخذ عبرة من خلال الرؤوس التي تدحرجت لأن أصحابها لم يخفوا قناعاتهم وقالوا آراءهم بكل وضوح وجرأة ، هو الإصرار على نصاب الثلثين بالنسبة لإجتماع المجلس النيابي الذي سينتخب رئيس الجمهورية الجديد وهو الإتفاق المسبق على اسم هذا الرئيس العتيد الذي سيخلف الرئيس الحالي مقابل تنازل حـلف المعارضة عن شرط حكومة الوحدة الوطنية الموسعة قبل أي شيء .

وهكذا فإنه لو قرئت هذه المبادرة بعين ثاقبة غير منحازة فإنه سيتضح أن نبيه بري لم يقدم أي تنازل على الإطلاق فشرط تشكيل حكومة الوحدة الوطنية قد أكله الوقت ولم تعد هناك أي إمكانية لتنفيذه ، من الآن وحتى موعد الإنتخابات الرئاسية ، وبهذا فإن الرئيس التوافقي المشار إليه سيكون الرئيس الذي تريده المعارضة ويريده التحالف الإيراني - السوري وستكون الحكومة الجديدة التي سيجري تشكيلها بعد الإنتخابات الرئاسية مباشرة حكومة هذا الحلف .. وستخرج حكومة السنيورة وتحالفها من المولد بلا أي حمص اللهم بإستثناء وعد غير مضمون هو العودة إلى الحوار الوطني مرة أخرى .

لن تقبل حكومة فؤاد السنيورة وتحالفها بهذه المبادرة ، حتى وإن هي قالت انها ستدرسها ، وبالمقابل فإن التحالف الإيراني - السوري المتجسد في لبنان في تجمع المعارضة الذي يضم حسن نصرالله وميشال عون ورئيس الجمهورية إميل لحود وأيضاً نبيه بري لن يقدم أي تنازل حقيقي غير هذا التنازل غير الحقيقي وهذا معناه أن الأيام القليلة المقبلة ، حتى موعد الإنتخابات الرئاسية ، ستكون أصعب من كل الأيام التي مرّ?Z بها لبنان ... ومعظم أيام التاريخ اللبناني البعيد والقريب كانت صعبة وقاسية.

لا يمكن تجنب الكارثة المحققة المقبلة إلا إذا وقعت معجزة واتفق المتخاصمون على الرئيس التوافقي الذي يرى دهاقنة السياسة اللبنانية أنه ميشيل إدّ?Zه ، وليس غيره ، فهو عروبي وإستقلالي ووسطي ومثقف وكاتب وابن عائلة وطنية معروفة ولا خصومات له لا مع الشرق ولا مع الغرب .. وبهذا فإنه إذا وقعت هذه المعجزة فإن الخاسر الأول سيكون ميشيل عون الذي باع الدين والدنيا ليصبح رئيساً للجمهورية وذلك في حين أن الخاسر الثاني سيكون ميشيل سليمان الذي طُرح اسمه في بورصة الترئيس منذ أن بدأت معارك مخيم نهر البارد التي لم تنته بعد !! .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد