حكومة الذهبي وتقاليد النظام السياسي! .

mainThumb

24-11-2007 12:00 AM

.. حسب دستورنا، بعد الانتخابات النيابية، تتشكل حكومة جديدة تتقدم للمجلس النيابي الجديد ببرنامجها الوزاري وتطلب ثقته. كل الحكومات اخذت الثقة، فيما عدا حكومة واحدة عام 1963. وفي مطلع العام تقدم له موازنة الدولة لعام 2008، وهي في مستوى الثقة من حيث الاهمية.. فعدم الموافقة على مشروع قانون الموازنة يستدعي استقالة الحكومة!!.
جلالة الملك، وقد اثبت انه الاشد التزاماً بالدستور، يقبل استقالة وزارة د. البخيت، ويكلف نادر الذهبي بتشكيل الحكومة الجديدة فيما تستمر المسيرة الاردنية بالوضوح والثقة التي ميزت نظامنا السياسي منذ تأسيس الدولة قبل اكثر من ثلاثة ارباع القرن!.
ونعود للتفاصيل، ونقرأ كتاب التكليف السامي فنجد انفسنا امام برنامج العهد ذاته، سوى اننا اصبحنا اكثر تمرساً بالمسؤولية، وتطورت لغتنا السياسية فصارت اكثر تخصيصاً ودقة، وصارت الاهداف اكثر وضوحاً!.
خلاصة الكلام. ان بلدنا فقير في ثرواته الطبيعية وشحيح المياه. فلا يبقى لنا الا انسانه مصدر قوته الحقيقية في عملية النهوض الوطني والقومي. والانسان الثمين هذا بحاجة - كما يرى الملك - الى الاستقرار الاجتماعي والنفسي ليكون في اعلى درجات الانتاجية الاقتصادية والفكرية والاجتماعية. فكان التركيز على اسكان الطبقات الفقيرة والمتوسطة.. في مدن عظيمة للمعلمين، وفي مدينة المجد، ومدينة الجيزة، ومدينة خادم الحرمين، فلا بد ان يزيد عدد مالكي بيوتهم!.
- والانسان الثمين هذا بحاجة الى مراكز تدريب مهني وفني حاجته الى المدارس والجامعات. فيما يصل القوة العاملة بسوق العمل. فالبطالة في بلد كبلدنا يستوعب نصف مليون عامل وعاملة اجنبي، هي نتيجة لعجز اداري واخلاقي تجب ازالته!!.
والانسان الثمين هذا يجب اعداده صحياً، وبأعلى درجات العلم، بالتركيز على المستشفيات والعيادات والكوادر الطبية.
هذا اساس التهيئة للنهوض، ولذلك ندعو الى قراءة متأنية لكتاب التكليف، فما يرسمه عبدالله الثاني ليس امنيات، وتهويمات وانما ارقام ووقائع يحملها جلالته للرئيس الجديد نادر الذهبي الرجل الثاني الذي يخرج من رحم المؤسسة العسكرية، ومن اعلى مستويات الادارة فالدستور ينيط بالملك وبحكومته السلطة التنفيذية، لكن الحكومة تذهب الى المجلس النيابي تطلب ثقته، فالملك هو رأس السلطات الثلاث، فالمحاكم تصدر احكامها باسم جلالته، لتكتمل وحدة السلطات في رمز السيادة والوحدة والانسجام.
لقد كان جلالة الملك في رسالته الدافئة الى الرئيس المستقيل، اول الذين يشد على يد العاملين الاقوياء التقاة النظيفين، في مواقعهم على اختلافها، فرؤساء الوزارات لا يذهبون الى بيوتهم، إلا اذا شاءوا، فلهم مواقعهم في مؤسسات الحكم، ولهم احترامهم وسط الناس، وهذه تقاليدنا الوطنية وتقاليد نظامنا السياسي.
ستواجه حكومة الذهبي مع مطلع مهماتها صعابا كثيرة، لكن لها من دعم جلالة الملك، وتفهم مجلس الامة، وانصاف الصحافة والاحزاب والنقابات خير معين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد