الهجوم على الجزيرة .. خلط الحابل بالنابل! .
لعلّ أسوأ ما يمكن أن يقع في بعض الحملات والمواقف ذات النوايا الحسنة أن يتم استخدامها وتوظيفها لتمرير أجندات سياسية وشخصية وجهوية. وهذا ما يحدث تحديداً في حملات الدفاع عن الإسلام والرسول الكريم ضد الرسوم الكاريكاتورية المسيئة، وأبرز مثال على ذلك الهجوم الإعلامي الشرس والجارح على فضائية الجزيرة والعاملين فيها.
بالتأكيد، ثمة مقالات وتعبيرات ورسائل صادقة ومسؤولة انتقدت الاتجاه المعاكس وما جاء على لسان وفاء سلطان. وجميعها تُعبّر عن موقف لا غبار عليه وحاسم يتوازى مع حجم الإساءة، بل الخطيئة، لكن في المقابل كانت هنالك مواقف لا يمكن تفسيرها إلاّ في سياق "تصفية الحسابات" والنيل من قناة الجزيرة لأهداف لا علاقة لها ابتداءً بما حدث في البرنامج، على قاعدة "خلط الحابل بالنابل" وتشويه صورة القناة الشعبية وتشكيك الناس فيها بالكلية.
العاملون في حقل الإعلام يعلمون تماماً أنّ الأخطاء تحدث بصورة طبيعية، والقرار سواء بإيقاف برنامج أو استمراره هو ابن اللحظة، يتطلب شروطاً كثيرة، ربما خان القائمين على البرنامج التوفيق في اتخاذ القرار المناسب. أخطأت الجزيرة، وتحديداً مقدم برنامج الاتجاه المعاكس والقائمون عليه، لكن بالضرورة كان خطأ غير مقصود ولا مُبيّت سلفاً، لأسباب رئيسة؛ الأول أنّ مدير الشبكة وعددا كبيرا من القائمين عليها هم من خلفيات إسلامية، ولا يُعقل أن يقرّروا الإساءة لدينهم واتجاههم الديني- السياسي. ثانياً؛ أنّ الجزيرة كانت من المحطات الرئيسة التي تبنّت حملة الدفاع عن الرسول الكريم، ولا يُعقل - أيضاً- أن تتناقض بهذا الشكل المفضوح. ثالثاً؛ ثمة سؤال استنكاري بدهي: ما مصلحة الجزيرة في ضرب صورتها وهدم شعبيتها وتدمير ما بنته من مصداقية خلال السنوات الطويلة ؟!
نحن، في العالم العربي، نتفنن في اغتيال المؤسسات والشخصيات وفي توظيف القضايا الوطنية والرمزية لتصفية حسابات شخصية وسياسية، وهو للآسف ما يسيء لهذه القضايا ويجعل منها قميص عثمان، أو بعبارة أخرى "كلمة حق يراد بها باطل". وفي هذا السياق لا أستطيع أن أفهم كيف يتم الزج باسم قناة الجزيرة فيما يسمى بحملة "رسول الله يوحّدنا".. فهل يستوي خطأ غير مقصود لفضائية تعكس موقف الشارع، وتضم عاملين صادقين ومخلصين، مع جريمة الإساءة والتحريض العلني الذي يقوم به إعلام أوروبي بتعبئة من تيار يميني مأزوم؟!
أذكر أننا في "الغد" وفي ذروة حملة قمنا بها للتنديد بالرسوم المسيئة في موجتها الأولى، نُشر (كاريكاتير) في صفحة القراء، لأحد الهواة، يندد فيه بالرسوم، البعض أساء قراءة الكاريكاتير، ولـ"حاجة في نفس يعقوب" بدأ بنشر خبر "صحيفة أردنية تكرر نشر رسوم مسيئة للرسول"!، وسرى الخبر بلمح البرق على مواقع الانترنت، وبدأ العديد ممن لهم موقف شخصي من "الغد"، وأبعد ما يكون عن الالتزام بالإسلام، بالدعوة إلى محاسبة "الغد" والزج بها في حملة الإدانة، لكن الله سلّم بوعي عدد من اصحاب القرار ونقابة الصحافيين، وإلاّ فإنّ مخاطبة العواطف أسهل ما تكون لتمرير أهداف مبطّنة غير بريئة.
لستُ بصدد الدفاع عن الجزيرة، وربما شخصياً لي ملاحظات هائلة عليها، كأي فضائية أخرى، لكنها كلمة حق لابد أن تقال، وليس من الإنصاف ولا الموضوعية التلاعب بموضوعات كبيرة لأهداف صغيرة، فذلك يسيء إلى الموضوع ذاته. فالجزيرة تمثل منارة إعلامية عربية، تمكّنت من وضع الإعلام العربي في سياق ندّي ومنافس للإعلام الغربي، بل تفوّقت عليه فيما يتعلّق بقضايا المنطقة، وخ?Zل?Zقت لأول مرة رواية عربية تصل إلى الإنسان الغربي تُناقض الصورة النمطية التي تشتغل عليها مؤسسات إعلامية كبرى في الغرب، وفي الولايات المتحدة بصورة خاصة.
في الحرب العراقية الأخيرة قامت الجزيرة بمهمة كبيرة ورائعة أثارت حنق الإدارة الأميركية ونقلت صورة مناقضة تماماً للانطباعات والأفكار التي أرادت الإدارة الأميركية تكريسها لدى الرأي العام الغربي، من خلال سيطرتها على الرواية الإعلامية في الحرب وخلقها نموذج "الصحافي المندمج بقوات الغزو". فكانت كاميرا الجزيرة بمثابة المعول الذي يهدم جزءاً كبيراً من الرواية الأميركية، ويقلب الحرب النفسية والإعلامية رأساً على عقب. مع التذكير أنّ الإدارات الأميركية باتت تعتمد بصورة كبيرة جداً على دور الإعلام في الحروب أو ما يسميه الخبراء الأميركيون بـ"الحرب الافتراضية" أي حرب الصور الإعلامية والانطباعات والتصورات، وتكاد توازي الحرب الواقعية.
لم يختلف دور الجزيرة في الحرب الأفغانية ثم العدوان الإسرائيلي على لبنان ولا العدوان الأخير على غزة، وبقيت تنقل الصورة والمشهد رغم إحجام كثير من الإعلام العربي عن ذلك. ودفعت (لذلك) الجزيرة ثمناً غالياً وخسرت بعضاً من إعلامييها اللامعين، وفي مقدمتهم طارق أيوب، وزُجّ?Z بتيسير علوني في السجن، بينما ما يزال سامي الحاج في غوانتنامو.
مرّة أخرى؛ ثمة ملاحظات عديدة على الجزيرة وأجندتها السياسية، لكن أتساءل فيما لو كان هنالك إعلام بلا هوية سياسية وقيم إخبارية؟! ومع هذا وذاك لا نسيء إلى الرسول الكريم باتخاذ حملته لتمرير مآرب ومواقف لا علاقة لها بقضيتنا الرئيسة من ناحية! ولا نسيء إلى العرب والمسلمين بتصور "استغبائهم" وخلق حالة هستيرية أشبه بـ"قنابل الدخان" للتغطية على ما في قرارة النفوس حقيقة!
ترامب .. دومينو الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة انهيار العالم
الأردن يفتتح مستودعات استراتيجية لتعزيز الأمن القومي .. فيديو
افتتاح متحف الحصن للتراث الشعبي
السلط يفوز على الرمثا ببطولة الدرع
الحوثيون يعرضون مشاهد لإسقاط مسيّرة أمريكية .. فيديو
ترحيل أي عامل غير أردني مخالف مطلع العام المقبل ولا تراجع
جيش الاحتلال يُنذر بإخلاء مبانٍ في ضاحية بيروت
حكيم يرد على شائعة القبض عليه بذكاء
سامر المصري: تحولت من مصري إلى سوري في هذا الفيلم
استمرار تأثير منخفض البحر الأحمر على المملكة السبت
هيفاء وهبي تعود للمنافسة الرمضانية بعد غياب 6 سنوات
العدل الأمريكية تتهم 3 أشخاص في مؤامرة إيرانية لاغتيال ترامب
هشام غيث يفوز برئاسة نادي الجزيرة
موسم زيتون صعب في الأردن وارتفاع سعر التنكة .. فيديو
مهم بشأن رفع الحد الأدنى للأجور
إيقاف ملحمة شهيرة في العاصمة عمان عن العمل
الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية الشهر المقبل
مواطنون في منطقة وادي العش يناشدون الملك .. تفاصيل
أمطار وكتلة هوائية أبرد من المعتاد قادمة للمملكة .. تفاصيل
أم تستغل ابنتها القاصر بالعمل مع الزبائن
توضيح من الضمان بشأن رواتب تقاعد الشيخوخة
وظائف شاغرة بالجامعة الأردنية .. تفاصيل
أمطار غزيرة وعواصف رعدية وتحذيرات من السيول
قرارات مهمة من وزارة العمل .. تفاصيل
إدارة الجونة تتخذ قراراً بشأن إطلالات رانيا يوسف الجريئة
دائرة الأراضي تطلق خدمة إلكترونية جديدة .. تفاصيل