مجرد إشاعة !! .

mainThumb

21-11-2007 12:00 AM

تلازم الإشاعة العملية الانتخابية و تستمر إلى ما بعدها و تعتبر الإشاعة (Romour) ظاهرة اجتماعية قديمة لازمت الحياة البشرية و اتخذت عدة أشكال عبر التاريخ و تطورت بتطور المجتمعات .

شاع الخبر شيعاً بمعنى إذاعته و إفشائه و للإشاعة تعريفات أشهرها: تعريف ألبرت و بوستمان " كل قضية أو عبارة أو موضوعية مقدمة للتصديق تتناقل من شخص لآخر عادة بالكلمة المنطوقة " و تنتشر الإشاعة في ظروف انعدام المعلومات و من هنا تروج و كأنها حقائق !!! أغراض الإشاعة و أهدافها: زرع اليأس و الإحباط و تحطيم الروح المعنوية : " يبث مؤازرو أحد النواب إشاعات مفادها أن العشيرة الفلانية قد أجمعت موقفها و ستصوت لهذا النائب ضد نائب آخر" بث الرعب و الخوف في الوسط المنشورة فيه : " وزعت مناشير في عمان من مرشح عن محافظة الطفيلة يحذر الناخبين القاطنين في عمان من خارج الطفيلة من التوجه لانتخاب أي مرشح و توعد المنشور بأنهم سيجدون شيئاً لن يحمد عقباه و بالمساءلة القانونية " و يحدث فعل هذه الإشاعة الخوف و الذعر لدى من هم من الخارج وسجل في محافظة الطفيلة .

التشويش و الاضطراب : إشاعة تثير التشويش و الاضطراب بأن سيكون هناك مشاكل ستحدث عند الاقتراع و أنه قد حدث هناك تزوير في صندوق رقم (؟) ، و أن مجموعة ما منعت من التصويت تحت ضغط جماعة أخرى ...."ولمنع الشائعات صرح رئيس اللجنة العليا للانتخابات عيد الفايز بأن الربط الإلكتروني الذي يحدث لأول مره في تاريخ الانتخابات في الأردن يقضي على إدعاءات التزوير!! القلق في نفوس الناس : عند إشاعة اعتقال مرشحها أو في تأخر إعلان النتيجة ، أو وقوع حادث للمرشح أو لجماعته أو أقربائه أو الناشطين في حملته .

الإشاعة البطيئة الزاحفة : و هي شائعة غير مقصودة تسمى " ثرثرة " عادةً في المقاهي و المقار الانتخابية و صالات الأعراس و المنتديات و مقرات العشائر و يكون محتواها غير بالغ الأثر كوصف حالة النواب و حالة قواعدهم ، و يصل الأمر إلى عد الأصوات كدليل على قوة المرشح أو ضعفه . الإشاعة السريعة الطائرة : أدواتها وسائل الاتصال الحديثة مثل الإنترنت ، و الصحافة الالكترونية و الهاتف المحمول ، و تحدث الإشاعة المنقولة عن الصحافة الالكترونية بلبلة بين قواعد المرشح هذا أو ذاك و على سبيل المثال جاء على صفحات موقع Face books الإلكتروني أن الإشاعة قد طالت المرشح عن المقعد المسيحي فواز زريقات بأن محافظ الكرك فواز إرشيدات قد قام باعتقاله و عند الاتصال مع المحافظ نفى صحة هذه المعلومات و أفاد بأنها مجرد إشاعات . كما نالت الإشاعة الأخرى من المرشح محمد أمين قطيش بأن محافظ مأدبا د.ونس الحراحشة قام بتوقيف المرشح المذكور بعد أن ضبط معه مبلغ 500 دينار و 420 هوية و أسند إليه تهمة شراء الأصوات و نفى المحافظ أيضاً هذه الإشاعة .

الإشاعة الهجومية : تترافق هذه الإشاعة مع وصف العملية الانتخابية بمعركة الانتخابات ، معركة بالمعنى الحقيقي " مع انه لا يجوز تسميتها بالمعركة " ، و معركة بالمعنى المجازي ، و يتم الإعداد لها و كأنها معركة فعلية " نشاطات للمؤازرين ، حملات الدعاية و الإعلان ، تحمل نفقات و مصاريف هذه الحملات و المشاركة فيها . و تنال هذه الإشاعة من المرشح الآخر بتهم مختلفة ... و تترافق الطعن بالمرشح الخصم و التشهير به مثل شراء الأصوات " وصل آخر رقم في بورصة الأصوات إلى 300 دينار ".

شائعات زرع بذور الفتنه بين الأفراد: تحدث عند انقسام أفراد العائلة في اختيار مشرح ما وتحدث مع الإخوة وأولاد العمومة وفي "أنسبائه" وتبقى الإشاعات إلى ما بعد الانتخابات إذ أنه يوعز سبب فشل مرشح ما لأشخاص معينين وبأنهم هم من تسبب في إخفاق ذلك المرشح! ويجبر على تغيير خططه وعلاقاته الاجتماعية مع كثير من المحيطين به وتتأثر برامجه المؤقتة والدائمة وقد يضطر هذا المرشح الذي لم يحالفه الحظ إلى الرحيل عن المنطقة التي فشل فيها! وبهذا تكون الإشاعة قد تسببت في نشر الخصومة والبغضاء بين أفراد المجتمع تمهيدا لتدمير استقراره النفسي من خلال بشر الفتن وتفكيك وحدة المجتمع وتضعف معنوياته.

الإشاعة السياسية: يروج مرشح ما بأنه مرشح الحكومة (مدعوم) موهما الناس بضمان فوزه ومن ثم جذب أصواتهم، كما يستغل البعض زيارة شخصيات بارزه أو أصحاب نفوذ محليين ومن الخارج استغلها أنصار المرشح محمد سلامه الدوايمه العشا عند زيارة إمام المسجد الأقصى علي العباسي وحضوره للمؤازرة مقر المرشح في جبل الزهور وقام بإمامة 40 الف مصلي .

وترافقت زيارة رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري لمقر المرشح عن المقعد المسيحي في الدائرة الثالثة طارق خوري، وزاره أيضا محافظ القدس جميل الناصر ورئيس رابطة الرملة ورئيس رابطة عرابه وكل منهم أبدى تأييده ودعمه لهذا المرشح والإشاعة المضادة لهذه الزيارات أفادت بأن المرشح محسوب كوادر حركة فتح ومن خلال تصريحات عديدة على صفحات بعض الوكالات الإلكترونية. كما أن الرسالة التي تلقاها المرشح فواز زريقات من طارق عزيز الوزير العراقي السابق كدعم ومؤازره وما أشيع بأن طارق يحث المواطنين في الكرك بالتصويت للمرشح زريقات مستغلين تعاطف بعض الناس مع طارق عزيز.

انتشار الإشاعة يعزى إلى: ـ شعور حامل الإشاعة أنه أكثر معرفه ودراية وانه الذي يعتمد عليه في مثل هذه المواقف ـ الشعور بالنصر والزهو بامتلاك تلك المعرفة ـ الطعن بالآخرين والتشهير بهم ـ الفضول وحب الاستطلاع ـ الثأر والانتقام من الخصم ـ التلذذ بتعذيب الآخرين (سادي) ـ الفقر والبطالة سمه بارزه في الإشاعة بدواعي المنفعة وبداعي الأمل"أمل الحصول على وظيفة!!!" .

التحصن والوقاية من الإشاعة: ـ بث الثقة بين الأفراد والجماعات وكشف محاولات زعزعت الثقة ـ كتمان الأسرار والتستر عليها ـ يترافق مع الإشاعة الخراب يتطلب معالجة آثاره ـ إشاعة روح المحبة والقيم الرفيعة ـ ظبط النفس وعدم الاقتياد وراء تحقيق الملذات والشهوات وحب الظهور وعي ثقافي اجتماعي إيماني قومي ووطني ويتم ذلك بتقوى الله سبحانه ومحاسبة الضمير وعدم الانقياد وراء الإشاعة والتيقن بأنها" مجرد إشاعة" ليس إلا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد