ديانة فـي صعود

mainThumb

21-11-2007 12:00 AM

هذه الآلاف التي تدخل الاسلام في اوروبا واميركا وسائر أنحاء المعمورة لم ت?Zر?Z في الإسلام قبيلة تناجزها، ولا قوة ذات سِط?Zة تبادلها حمية بحميّة، ولا هي عميت عن فضائله بالأُلفة الممتدة وما تحول دونه من صفاء الرؤية او موضوعيتها.

كان الاسلام عند هؤلاء، وفيهم النخب المتعلمة والمشتغلون بالفلسفة ودراسة التاريخ؛ أفقاً متراحباً تتجاوز أنفسهم ضيق واقعها إليه، واجابات بسيطة (وعميقة في آن) على تساؤلاتهم الوجودية.

ثمّ ان هؤلاء هم اكثر الناس فهما لدوافع حكوماتهم الاستعمارية في حروبها المعلنة والخفية على الاسلام، بل ان هذه الحروب لتدفعهم الى مزيد من التوجه نحو هذا الدين الذي سرعان ما يجدون ضالتهم العقلية والروحية فيه.

ثم ان معظم هؤلاء كانوا مسيحيين (او نصارى بالمصطلح العربي) والمسيحي يجد في القرآن ما يُرضي تدينه الحق، ويرى في الكتاب العزيز ما يمكن ان نسميه انجيلا قرآنياً، أي وحياً في حجم انجيل من الاناجيل المعروفة، يقدم سيدنا المسيح عليه السلام، وأُمه مريم البتول، وانصاره (حوارييه) في هالة من نور، وبأعلى درجات التبجيل.

ونذكر هنا المسرحي اللبناني، المخرج والممثل المعروف روجيه عساف الذي قال (في اطار برنامج زيارة خاصة الذي بثته قناة الجزيرة الشهر الماضي) انه كاد يفقد المسيحية حين أُخذ بتهاويل اليساريين، وانه استعادها كاملة حين دخل الإسلام.

كما نذكر، في الوقت نفسه، ما جاء في كتاب المفكر الالماني مراد هوفمان في كتابه ديانة في صعود من قوله إن الغرب ينتظر مصيرا كمصير الأُمم البائدة التي ضربت بتحذيرات الرسل والمصلحين عرض الحائط، وانه، بعد انتصاره على الشيوعية، يتهدده تدمير الذات ومصير الفناء؛ الا اذا تجاوز تأليه الانسان، (واضيف: تأليه السوق كما يؤكد روجيه جارودي) ووجد طريقه مرة ثانية عائدا الى التمسك بالقيم الإلهية، هذه الطريق التي يشير اليها الإسلام الذي يرى هوفمان، في موقع آخر من كتابه الذي حمل عنوانا اخر هو:الإسلام في الألفية الثالثة أنه يملك ان يقدم الشيء الكثير مما يحتاج اليه الغرب بشدة ويفتقده، حتى ان الاسلام يستطيع ان يحرره وينقذه من أزمته الوجودية، وان يكون دواء لأدوائه وليس مجرد عنصر يعمل على تعدد ألوان صورته.

ومهما يكن الامر، فان الداخلين في الاسلام من الاوروبيين والاميركان لا ينظرون الى واقع العرب والمسلمين، ولا يتأثرون بالصورة المفبركة التي يتداولها الاعلام الغربي وكثير من الدوائر الاكاديمية ومراكز الابحاث فيه، ولكنهم يقرأونه من حيث هو فكر واعتقاد واخلاق، ويرون انه يلبي كثيرا من احتياجاتهم النفسية والروحية، ويجيب على كثير من تساؤلاتهم الوجودية.

ولعل من تمام المفارقة ان كثيرا من ابناء العرب والمسلمين لا يحاولون مثل هذه القراءة، ويكتفون بالصورة الشائهة التي يُقدمها خبراء الاعلام الاستعماري،.

فكم ذا لدينا من المضحكات.

ولكنه ضحِكٌ كالبُكا..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد