منجمون ..

mainThumb

18-11-2007 12:00 AM

ما زلت ارى رئيس الوزراء بذات العينين اللتين رأيت الرئيس بهما يوم دخل دار الرئاسة ، لم اغمض واحدة كي اغمز للقادم الجديد بالعين الاخرى، ففي بلادنا التي لم يستقر فيها بعد تقليد سياسي لذهاب حكومات او مجيئ حكومات اخرى ، تجتهد اقلام في الكتابة عن رحيل الحكومة بما يذكروني باجواء رواية فلاديمير بارتول "آلموت" حيث يستعجل "الاساسيون" في البحث عن "حسن الصباح" لعلهم يظفرون بجنة سريعة الزوال وكأن دار الرئاسة قلعة "آلموت".

يختزل البعض عالم الاعلام الى مجرد مريدين وخصوم فلا يتركون مساحة ، ولو صغيرة لمراقب ينصب اسطرلابه عله يرقب المشهد بلا رتوش من الحب والبغض، فيجتهد هذا في البحث عن اسم القادم الجديد فيما يشحذ ذاك ذاكرته لجمع اخطاء عامين في مقالة، وغاية المنى ارضاء طامح يجلس في الظل.

قد تجتهد "صالونات التجميل" في رسم سيناريوهات المشهد للمرحلة التي تلي الانتخابات النيابية فتشكل حكومة جديدة وتقيل فلان وتعين فلان، لكن احدا لم يناقش الاليات التي هي الاساس في المشهد برمته ، فنجد البعض وقد استقال من مهنة المتاعب ليدخل في مهنة التنجيم والضرب بالودع وقراءة الغيب ، مع علم الجميع ان علام الغيوب هو الله جلت قدرته ومقيل الحكومات هو عبدالله اطال الله عمره .

اما وقد انحصر الحديث في الشخوص دون الاليات فان احدا لا يستطيع ان يحمل الحكومة ازمة ارتفاع اسعار المحروقات ،الدولية المنشأ، وسائر الاسعار ليصنع من قادم جديد مخلص الاردنيين من جحيم الاغلاء ولا احد ينتبه الى اننا في بلد اضحى فيه القطاع الخاص صاحب قدسية وله كهنة ومنظرون بالقطعة، واضحت فيه الخصخصة طريقة صوفية مفضلة في التوحد والوصول..

ليس من النبل ان تتهم الحكومة باوصاف هي في الواقع مدعاة للفخر كأن لا يكون لها كتيبة اعلامية وليس من الحكمة الحديث عن اوصاف الرئيس المفترض في وقت يصل فيه الرئيس الفعلي ليلا بنهار لانجاح عملية انتخابية ستجلب لنا مجلسا نيابيا لاربع سنوات مقبلات، وليست فروسية ان نطعن ظهر فريق وزاري يوشك ان ينهي اهم الاستحقاقات الوطنية ، فعلى الاقل لننتظر اياما فقط لنحكم لهذا الفريق او نحكم عليه.

ربما فات الزملاء بان ارضاء الطامحين الجالسين في الظل غاية لن تدرك .

samizbedi@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد