من كبوة إلى كبوة !!.

mainThumb

24-11-2007 12:00 AM

لم يصل لبنان إلى ما وصل إليه بسبب المؤامرات والتدخلات الخارجية فقط فالبيوت المحصنة من الداخل لا يستطيع اللصوص و العيّ?Zارون الدخول إليها والحقيقة أن هذا البلد ليس متيناً من الداخل ولم يكن في أي يوم من أيام تاريخه الطويل محصناً ببنيته الديموغرافية ولذلك فإنه بقي ما أن يكاد ينهض من كبوةٍ حتى ترتجف مفاصله ويصاب بكبوة جديدة وبقي ما أن يلملم نفسه ويُضمد جراحه حتى يُصاب بجراح جديدة .

لا مراء ولا جدال في أن مصيبة لبنان تكمن في أنه منذ أن جاء جلجامش ليسرق أرزه الخالد وهو مستهدف بإستمرار من الخارج فهناك التناحر الطائفي وهناك أمراء الحروب وهناك الشِّلل السياسية وهناك السماسرة والمقامرون وهناك التنافس ليس على أساس الكفاءات وإنما على أساس الإنتماء الطائفي والعائلي والجهوي .

لو أن لبنان متماسك من الداخل وموحدٌ من الداخل فلما إستطاع كل غزاة الأرض إلى دخول قلعته ... وحكاية حصان طروادة التاريخية الشهيرة تنطبق على هذا البلد المبتلى دائماً بأحصنة طروادة كُثرُ وهي بالتأكيد تنطبق على كل بلد في هذه المنطقة يغمض عينه ولو للحظة واحدة عن شؤونه الداخلية .

الليلة قبل الماضية وفي منتصف الليل تماماً ظهر رئيس الجمهورية ، الذي إنتهت ولايته ، في أبشع صورة من الممكن أن يظهر فيها رئيس أو زعيم وهو يغادر مواقع المسؤولية فقد حرص أميل لحود الذي خرج من قصر بعبدا على إكمال مهمته بتصريحات أجج فيها نيران لبنان أكثر مما هي متأججة ونفخ من خلالها في جمر الفتنة المشتعلة التي باتت تقترب من الحرب الأهلية .

وهكذا وبدل أن يقتدي أميل لحود بالمثل القائل يا رايح كثِّرْ من الملايح فإن آخر كلمة نطق بها وهو يغادر باحة قصر بعبدا ، الذي مكث فيه تسع سنوات لم يتصرف في أي يوم من أيامها على أنه رئيس للبنان ، هي شتْم الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة وإعتبارها غير شرعية والقول فيها أكثر مما قاله مالك في الخمر وهذا إذكاءٌ للفتنة وتأجيج لنيران صراع الطوائف !! .

إن هذا معناه أنه يريد ، أن يكون هو آخر رئيس لهذا البلد المستهدف والمبتلى بألف مرض ومرض من الداخل وذلك إن ليس بالإمكان أن تفرض المعادلة الإقليمية نفسها مرة أخرى على هذا الإستحقاق وتأتي بمن هو على شاكلته لتكتمل اللعبة.

ما كان من الممكن أن يصيب لبنان ما بقي يصيبه بين فترة وأخرى لو أنه متماسك من الداخل ولو أن شرعيته غير مستمدة من حالة طائفية مــرعبة ولو أن أبوابه مغلقة ومحكمة أمام الرياح الخارجية أما وأن الحال اللبناني هي هذه الحال وأما أن النظام القائم فيه ، رغم كل ما يقال ورغم كل هذا التغني بـ باريس الشرق وبالديموقراطية التي لا مثلها ديموقراطية ، هو نظام إقطاعي على رأس كل إقطاعية فيه آغا تضطر القوانين لتتلاءم معه وغير مطلوب منه هو أن يتلاءم مع القوانين فإن تاريخ هذا البلد سيبقى ما أن ينهض من كبوة حتى يكبو مرة أخرى وعلى نحو أسوأ !! .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد