صحيفة السوسنة الأردنية

بدأ لبنان اعتباراً من صباح اليوم حياة سياسية من نوع جديد ، ليس فيها رئيس جمهورية ، وتدير أموره حكومة مؤقتة اضطرارية مشلولة ، تعيش في حالة الاقامة الجبرية في السراي ، فيحافظ البلد على وضعه القائم منذ سنة ، ناقصاً رئيس جمهورية.

وطرح الجنرال ميشال عون حلاً تعجيزياً ، لا يمكن قبوله من حركة الرابع عشر من آذار ، وتطرح الحركة حلولاً غير ممكنة ولا دستورية ولا منطقية ، وتعتبر لبنان مزرعة لها ، وفي هذه الأثناء يتجوّل وزراء الخارجية الأوروبيون في بيروت وضواحيها بحثاً عن حلول ، وكذلك يفعل أمين الجامعة العربية.

ومن الممكن أن يتمّ التوافق على رئيس جمهورية هذا الأسبوع ، مع أنّه أمر مستبعد ، ولكنّ الأمر كما هو واضح لن يكون حلاً ، بل تأجيل للصراع الصريح ، الذي سيأتي على ما يبدو لا محالة ، ومن الواضح أكثر أنّ صراع الإرادات المحلية يعبّر عن صراع إرادات إقليمي ودولي ، وعلى لبنان كالعادة الانتظار.

والمألوف في أيّ أزمة سياسية مشابهة في العالم أن يتمّ اللجوء إلى الانتخابات العامة المبكرة ، فيحكم الشارع ويأخذ قراره ، ولكنّ هذا أيضاً غير وارد ولا تؤيده واشنطن لأنّها تعرف أنّ حلفاءها غير مضموني النجاح ، وإلى ذلك فإنّ صفقة غربية سورية غير مستبعدة في هذا الخصوص ، ضمن صفقة أكبر ، وهكذا فتختلط الأمور مرّة أخرى ، ويضيع البلد الحبيب على قلب كلّ عربي بين أقدام أهله والآخرين.