الـــشـــام

mainThumb

21-11-2007 12:00 AM

زيارة الملك الى الشام ، اثارت ارتياحا عاما ، لدى الناس ، فالشام ، ليست مجرد ارض مجاورة ، انها دمشق التي نحبها ، ونشعر دوما ، ان العلاقة الايجابية معها ، هي الامر الطبيعي والتاريخي.

نشعر بامتنان شديد لجلالة الملك ، لكونه اثار ملف المعتقلين الاردنيين في السجون السورية ، ونشعر ايضا بامتنان لاستجابة القيادة السورية ، باطلاق سراح عشرين شخصا ، والاتفاق على تشكيل لجنة للبحث في هذا الملف بين الجانبين.

ما نتمناه اليوم ، هو ان يتم اغلاق هذا الملف كليا ، واذا كان هناك موقوفون على خلفيات سياسية وامنية ، فان هناك عددا اخر موقوفا على خلفيات لقضايا اجرامية واقتصادية ، كالتهريب وغير ذلك ، وكل ما نرجوه اليوم ، ان تطلق القيادة السورية مبادرة لن ينساها الشعب الاردني ، بالعفو عن جميع السجناء ، دون ابقاء احد ، فلدى القيادة السورية القدرة والمبرر والدافع لفعل ذلك.

سمعت ذات مرة من دبلوماسي سوري ، في دولة خليجية ، ما مفاده ان هناك قضايا لاردنيين معتقلين ، بحاجة الى حل من الجانب الاردني ، على اساس ان دمشق مستعدة لاطلاق سراحهم ، غير ان عمان لا تقبل بهم لكونهم ممن رفعوا السلاح في وجه الدولة في ايلول ، وقد قلت للدبلوماسي يومها ، ان للدولة حقها في الشك في هؤلاء ، غير ان الاصل ان يتم اطلاق سراحهم اولا ، ثم يقرر الجانب الاردني ، اذا ما كانوا سيدخلون الاردن ام لا ، ونتمنى اليوم ، ان نجد مجالا للمصالحة والعفو على كل الاصعدة ، خصوصا ، ان الدولة عفت عن كثيرين من هؤلاء وعادوا الى الاردن فعلا.

العلاقة مع الشام ، علاقة طبيعية ، ففي نهاية كل اسبوع ، يسافر عشرات الاف الاردنيين الى دمشق ، الاقرب اليهم ، جغرافية وعاطفة ، واذا كانت دمشق لديها تحفظات على البعض ، فالاصل هو العفو والتسامح ، او اعادة الشخص غير المرغوب به ، غير ان الاعتقال ، قضية مؤذية جدا.

بعض رموز النخب الاردنية ، تدفع باتجاه الطلاق مع دمشق ، وهو دفع غير طبيعي ، ويخالف السنن التاريخية والوطنية ، وعلى كل واحد فينا ان يكون صوتا للوئام بين العرب ، لا..ان يشعل الكراهية ، واذا كانت هناك تحفظات بين الجانبين لاعتبارات سياسية وامنية ، فيمكن حلها ، بقليل من الحوار والتفاهم وحسن النوايا ، بين عمان ودمشق.

زيارة الملك الى دمشق ، زيارة تاريخية وجميلة في دلالاتها الوطنية والقومية ، ولعل كل جانب مطالب اليوم بحل القضايا العالقة ، وعدم السماح بتوتر العلاقات ، او دخول الجفاء اليها ، اذ ان علاقاتنا مع دمشق ، يجب ان تبقى ، وان تستمر ، فهي علاقات طبيعية ، وتعرضها للجفاء ، هو الامر غير الطبيعي ، وكل من يلعب دورا في اذكاء الكراهية ، لا يمتلك بصيرة استراتيجية ، فهذه العلاقات ، غالبا ما كانت تعود الى زمن ازدهارها ، بعد فترات من الجفاء.

ننتظر الان ، الايام المقبلة ، لنشهد تطورا ايجابيا ، في هذه العلاقات ، فاذا كانت الحاضنات العربية الكبرى ، تتعرض الى كل هذا الضغط ، بغداد تحت الاحتلال ، والقاهرة تنوء تحت ضغط المعاهدات والوضع الاقتصادي الصعب ، ودمشق علاقاتنا بها فاترة ، فمن يبقى من هذه الحاضنات ، لنا ، في اطار الوضع العربي العام ، مما يجعل العلاقة مع دمشق علاقة هامة ، واذا كانت لدينا تحفظات بسبب قضايا امنية وسياسية تحديدا ، فان الوصول الى حل فيها ، ليس صعبا ، قليل من المصارحة والمكاشفة ، كفيل بحل هذه العقد التي لا نريدها.

العلاقة بين عمان والشام ، هي القاعدة والاصل ، والجفاء ايا كان سببه ، هو استثمار في قطيعة ، تكون نتائجها غير محمودة على كل الاطراف.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد