من بيروت إلى انابوليس .. أحلام يقظة

mainThumb

21-11-2007 12:00 AM

اصبحت المواعيد مهمة على اجندة السياسة الاقليمية والدولية, صفة الاستعجال هي الطابع العام للاحداث التي تترقبها المنطقة خلال الايام والساعات المقبلة.

من بيروت الرابع والعشرين من الشهر الحالي الى انابوليس في السابع والعشرين منه تبدو لبنان ومعها فلسطين وكأنهما في موعد مع المجهول, اللبنانيون يضعون ايديهم على قلوبهم خوفا من طلاق بائن بين زعامات الطوائف وامراء الحرب المتقاعدين, خوف داهم في وطن لا يحتمل الانقسام, لان الانقسام يعني الحرب الاهلية التي تجر حروبا اقليمية تتكدس فوق رؤوس اللبنانيين وتدفن خلف ضلوعهم الاحقاد والرغبة بالانتقام في دوامة لا يعلم نهايتها الا الله.

ولان ازمات لبنان كانت دائما م?Zعْب?Zرا لازمات فلسطين وبالعكس, فان الفشل في بيروت, في عملية تجديد المؤسسة الرئاسية, يعني ان الفشل سيكون اعظم واخطر في انابوليس, فاللاعبون في الازمة اللبنانية هم نفسهم القيّمون على عملية السلام الفلسطيني- الاسرائيلي.

واذا كانت سياسات رايس وجولاتها وتدخلات سفيرها في بيروت ستقود الى حالة من وأد التفاهم اللبناني- اللبناني, فان الرهان على نجاحها في انابوليس هو ضرب من الخيال والتمني الذي لا يستند الى قرار.

من يُرد صنع سلام في فلسطين عليه ان يظهر نواياه الحسنة اولا في بيروت, الامتحان هناك على ابواب المجلس النيابي اللبناني غدا وحتى الرابع والعشرين من الشهر الحالي. فاذا ما ذهبت الاغلبية الى حافة الهاوية من اجل انتخاب رئيس بالنصف زائد واحد بتأييد من رايس وخ?Zلْف?Zها بوش, فهذا يعني ان القرار ما زال قرار حرب في لبنان وفي فلسطين ايضا, وان ما يسمى باستراتيجية (الفوضى الخلاقة) ما زالت هي الموجه للاحداث في المنطقة وهي احداث ابعد ما تكون عن الرغبة في صنع السلام والخير للشعوب وفي مقدمتها اللبنانيون والفلسطينيون.

ابشع ما في القصة, انك كعربي, عندما تنظر الى ما يجري في بيروت وانا بوليس, وقبل ذلك ما يجري في العراق. من ترحيل لملفات القضايا القومية الى مكاتب البيت الابيض والشانزليزيه وغيرهما من عواصم الدنيا, انك تشعر, بان الامة خرجت من جلدها, وان ما في اجسادها من دماء اصبح ماء غير زلال. لان (تلزيم) حل القضايا الى الاجنبي هو تسليم للروح قبل الجسد واستسلام للهوان والذل, وبالتالي للحروب وموجات القتل, والتدمير التي تتوجه في سونامي بعد اخر نحو الارض العربية لتحولها الى ساحات نزاع وحروب اقليمية ودولية حتى يصح القول بان بعض الدول العربية تحولت الى مقابر جماعية بينما سجّلت المنطقة اكبر عدد من المهجرين في العالم

من وسط احلام اليقظة نتمنى لو ان الملفات, من لبنان الى فلسطين تُر?Zحّل الى عواصم العرب لا الى ما وراء المحيطات, عندها يكن هناك امل بـ (وطني الاكبر) وتكون الثقة بهذا السيل العرم من التصريحات الرسمية والبيانات واللقاءات العربية التي توهم بان هناك طحنا بينما ما يجري في الواقع مجرد قرع طبول فارغة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد