المؤامرة الجديدة .. القديمة !! .

mainThumb

17-11-2007 12:00 AM

أ?Zبْعادُ طلب الإسرائيليين من الفلسطينيين الإعتراف بدولتهم ، أي الدولة الإسرائيلية ، كدولة يهودية لا تتوقف عند مجرد مستقبل عرب الـ 48 الذي تجاوز عددهم المليون بينما لم يكن عددهم في عام النكبة يزيد عن مائة وثلاثين ألفاً ولا عند مسألة إستقبال اليهود من شتى أصقاع العالم على إعتبار أن هذه الدولة دولتهم فهذه قضية معمولٌ بها منذ ستين عاماً ولا حتى عند أمر التصدي لحق العودة للاجئين الذين طُردوا من أرضهم بعد تلك النكبة التي هي فعلاً نكبةً وأكثر .
إن هذه القضايا لاشك في أنها كانت حاضرة في ذهن أيهود أولميرت عندما طالب الفلسطينيين بضرورة الاعتراف بالدولة الإسرائيلية كدولة يهودية لكن ورغم أهمية هذا ودلالاته السياسية إلا أن هناك أمراً آخر كان ط?Zر?Zحهُ آباء إسرائيل المؤسسون .. عندما أقاموا دولتهم وقبل ذلك وهو تفتيت هذه المنطقة وإعادة تركيبها على أسس مذهبية وطائفية ودينية .
عندما إندلعت الحرب الأهلية في لبنان في العام 1976 قال الذين يدركون أبعاد هذا المخطط الإسرائيلي أن إسرائيل تستهدف الصيغة اللبنانية حتى لا يطرحها العرب لتكون إنموذجاً للحل المنشود للقضية الفلسطينية بحيث تقوم دولة على ارض فلسطين التاريخية للفلسطينيين والإسرائيليين ، أي لا هي إسرائيلية ولا فلسطينية ، .. وتكون هذه الدولة دولة علمانية وديموقراطية تحكمها أعراف كالأعراف التي جعلت أكثر من سبع عشرة طائفة لبنانية تتعايش في إطار قانوني ودستوري واحد وتعيش في ظلال علم واحد هو العلم اللبناني الذي تتوسطه أرزْة يعتبرها كل لبناني رمزاً وطنياً له .. وهذا ربما ما قصده العقيد معمر القذافي عندما إقترح حلاً على أساس أن تقوم في هذه المنطقة المتربعة على الكتف الغربي لنهر الأردن وحتى شواطىء البحر الأبيض المتوسط دولة واحدة إسمها إسراطين !! .
كان أصحاب وجهة النظر هذه يقولون إن إسرائيل تعتقد أن أكبر خطر مستقبلي إستراتيجي يواجهها هو أن تتوحد هذه المنطقة على أساس قومي ( عربي ) ولذلك فإنها تبذل جهوداً مضنية لتأجيج النعرات الطائفية في لبنان بين مسلم ومسيحي وشيعي وسني وفي سوريا بين سني وعلوي وفي العراق بين السنة والشيعة وفي مصر بين مسلمين وأقباط بهدف تفتيت محيطها العربي وتحويله إلى دويلات طائفية ومذهبية متصارعة ومتحاربة وبحيث تبرز هي كأكبر دولة دينية في كومنولث ديني تستطيع تسييره وتحريكه كما تشاء .
وللأسف فإن الواضح أن إسرائيل قد حققت نجاحات كبيرة في هذا المجال فهاهو العراق الذي يعتبر ركيزة أساسية من ركائز هذه المنطقة آخذ بالتفتت على أسس طائفية ومذهبية وبصورة مذهلة وهاهو لبنان بعد أن لملم نفسه بعد حرب قذرة إستمرت زهاء عقد ونصف بدأ يتفتت مرة أخرى ويبدو أن الحرب الأهلية مرة أخرى بدأت تقف على الأبواب .
وهنا ولمن لا يعرف أو لا يريد أن يعرف فإن هناك في سوريا ، حماها الله ، فتنة نائمة بين السنة والعلويين وإن الجرح النازف في مصر بين مسلمين وأقباط يجب أن يؤرق أهل هذه المنطقة جميعهم .. وأيضاً .. وأيضاً فإن هناك مؤشرات خطيرة على أن هناك تأجيجاً متسارعاً لفتنة شافعية - زيدية في اليمن ليس بين الجنوب والشمال فقط وإنما في كل الوطن اليمني الموحد والذي توحّ?Zد بإرادات خيرة في مطلع تسعينات القرن الماضي .
إن كل هذا يجري أمام أعين أهل هذه المنطقة الذين يتابعون المشهد وكأنهم يتابعون صراع ديكة بين القائد العظيم المتربع في قصر بعبدا ولا يريد الخروج منه الجنرال أميل لحود وبين سعد الحريري وبين مبعوث العناية الإلهية حسن نصرالله وبين وليد جنبلاط وبين عدنان الدليمي ومقتدى الصدر وإن كل هذا يجري وإسرائيل ، التي أصابعها غير بعيدة عن كل هذا الذي يجري ، تجد أنه آن الأوان لتطالب بالإعتراف بها كدولة يهودية تكون لؤلؤة العقد الطائفي والديني قيد التكون في هذه المنطقة .
ولذلك فإن أخطر ما يواجه القضية الفلسطينية الآن ليس أنابوليس ولا عودة بنيامين نتنياهو إلى الحكم إنه هذه الدولة الدينية القزمة والمشوهة التي أقامتها حماس في غـزة وفرح بها الانسباء وأبناء العمومة في كل مكان .. إن هذا هو ما تريده إسرائيل إنها تريد دولة دينية يهودية مقابل دولة دينية إسلامية وهذا هو الذي يجري الآن وهذا هو الذي يجعل المفاوض الإسرائيلي يطرح هذا الطرح غير المستغرب إلا بالنسبة للذين كلّ?Zما رأوا شيئاً يلمع إعتقدوا أنه ذهبٌ !! .. إنها مـؤامرة جديدة - قديمة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد