الاتجاه المعاكس من قطر الشقيقة

mainThumb

07-03-2008 12:00 AM

دأب برنامج الاتجاه المعاكس في فضائية الجزيرة من قطر على اجتراح صورة مفتعلة للحوار بين الافكار والاتجاهات السياسية المختلفة؛ صورة يتوخى راسموها ان تكون لونا من التصارخ الذي يؤججه مقدم البرنامج بحرفية مرن عليها، وقصد واضح لا يرتاح الى نجاحه فيه الا اذا اوشك المتصارخون على الاشتباك بالايدي او على التقاذف بمنافض السجاير!!.

صورة غريبة تنم على فهم قاصر لمعنى الحوار، وتقدمه بما هو مواجهة حادة بين منفعلين لا بما هو تفاعل حي بين عقلين يريدان الوصول بنزاهة وموضوعية الى الحقيقة.

فاذا زدنا على ذلك انها صورة شائهة للعقل العربي الذي يفترض انه قد ورث تاريخا معتبرا من آداب الجدل، واساليب التناظر، وطرائق الاختلاف، تمثلت كتبا في مجلدات. وانها تنبو عن نهج الاسلام في المجادلة التي هي فاعلية دعوية لا بد ان تتم بالحكمة والموعظة الحسنة.. ثم زدنا على ذلك ان معظم حلقات البرنامج تدور حول قضايا امتنا المصيرية تلك القضايا التي ينبغي ان تواجه بموازين دقيقة وادوات معرفية مرهفة وشعور بالمسؤولية يقظ؛ فان مما نخلص اليه ان التهويش والفوضى والتناوش والصخب كل اولئك مقصود؛ حتى تظل امتنا في عماية من امرها. وحتى يطمئن اعداؤها المتربصون بها الى انها لن تنهض من كبوتها بحال، وانها ركنت الى تخاصم العقائد تستبدله بتبصر المصاير.

ونحن نحب ان يكون ذلك ضلالة اساسها قصور النظر، او خطأ يمكن الرجوع عنه. ولكن متابعاتنا للبرنامج لا تؤكد هذا الظن الحسن، وتميل بنا الى افتراض سوء النية، والى ان الامر قد بُيّت?Z بليل وانه لا يمكن ان يأتي اتفاقا او يطّرد بالمصادفة هذه السنين الطوال.

ونحن، في كل حال، غير مسكونين بما يسمونه نظرية المؤامرة ؛ ولكننا نحترم عقولنا، ولا نمنعها في حال توافرت الدلائل وتبينت المسارات، من ان تجزم بوجودها.

ولعل مما يرجح هذا الجزم (وذلك شاهد من شواهد متكثرة) ما كان من استضافة الاتجاه المعاكس - في حلقة يوم الثلاثاء الماضي - لامرأة حاقدة على الإسلام والمسلمين ت?Zسُبُ الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم، وتتطاول على ذات الله سبحانه، فيما نعتقده جريمة شنيعة تتزامن وما كان من سفهاء الدنمارك ومن يظاهرونهم من سب رسولنا الكريم ومن سخرية بالاسلام.. جريمة لا احسب ان اخواننا القطريين سيبقون بعدها على هذا البرنامج، او انهم سيتهاونون، وهم العرب المسلمون الاحرار ازاء هذا الذي كان فيه من وقاحة مشهودة من ملايين المسلمين وغير المسلمين في العالم.

لقد آن أوان وقف هذه المهزلة، وذلك هو اضعف الايمان، ان كان.

لمثل هذا يموت القلبُ من كمدٍ.

إن كان في القلب إسلام وإيمانُ.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد