هل يعترف الإخوان بإسرائيل؟

mainThumb

16-11-2007 12:00 AM

الدكتور عصام العريان رئيس المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وهو عملياً الناطق بلسان الجماعة، ومعروف بإتقان فن الحوار السياسي والعقائدي كإعلامي محنك، ومع ذلك فقد تورط بالإجابة على سؤال محرج هو ما إذا كان الحزب الذي سيشكله الإخوان سيعترف بإسرائيل ويحترم معاهدة كامب ديفيد فيما لو وصل إلى السلطة.

إذا أجاب العريان بالإيجاب فإن الجماعة تكون قد تخلت عن أهم المبادئ والشعارات التي نادت بها منذ عام 1948، وأنها تسمح لنفسها بمواقف عملية تعتبرها من غيرها خيانة، ولا يبقى هناك من فرق يذكر بينها وبين الحكومات الراهنة وقوى التطبيع مع إسرائيل، وإذا أجاب بالنفي فإن الجماعة تكون قد عرضت مصر لحرب مدمرة مع إسرائيل، مما يجعل وصولها للحكم خطراً داهماً على أمن الشعب المصري.

كان العريان يستطيع أن يرفض الإجابة عن السؤال بحجة أنه سؤال افتراضي، وأنه لكل حادث حديث. لكنه شاء أن يصدر رسالة إخوانية لأميركا، فرد بالقول أن حزب الإخوان سيتعامل مع إسرائيل عبر واقعية سياسية تنسق مع الواقع القائم الذي يرى أن إسرائيل دولة قائمة ولها وجود على أرض الواقع، وبالتالي فإن حكومة الإخوان ستتعامل مع الواقع السياسي الذي تفرضه الظروف، علماً بأن إسرائيل ترفض الاعتراف الواقعي لأنه بديهي وتشترط الاعتراف بحقها في الوجود!.

كذلك تعهد الناطق الإخواني المعروف باحترام كافة المعاهدات والاتفاقيات الدولية بما فيها معاهدة كامب ديفيد، وأن هناك فرقاً يجب أن يكون مفهوماً بين الحزب السياسي والجماعة غير السياسية، وهو تبرير انتهازي وغير مقنع.

هذا فيما يتعلق بإخوان مصر، ولكن ماذا عن إخوان الأردن وحزبهم جبهة العمل الإسلامي، فهل سيعترفون بإسرائيل وبمعاهدة وادي عربة إذا شكلوا الوزارة أم أنهم سوف يغامرون بسحب الاعتراف بإسرائيل وإلغاء المعاهدة لأسباب مبدئية ولو أدى ذلك لاعتبار إسرائيل هذا القرار بمثابة إعلان حرب، مما يعرض الأردن لخطر لا قبل له بمواجهته، ويحرمه من حماية القانون الدولي لأنه البادئ برفض السلام.

إنه سؤال محرج، ولكنه يستحق الطرح على الإخوان ويفرض على مرشحيهم الإجابة عليه.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد